أربع هزائم متتالية، والمركز الرابع في الدوري، وتراجع بفارق 4 نقاط عن آرسنال المتصدر… هذه ليست أرقام بطل الموسم الماضي.
وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فإن ليفربول الذي كان يكتسح منافسيه بسهولة أصبح فجأة باهتاً دفاعياً، بطيئاً في الوسط، وعاجزاً هجومياً.
ومع إنفاق أرني سلوت ما يقارب 450 مليون جنيه إسترليني على صفقات جديدة، تبدو علامات الفوضى واضحة؛ إذ لا يزال المدرب الهولندي غير متأكد من تشكيلته الأساسية المثالية.
في الخسارة الأخيرة 2-1 أمام مانشستر يونايتد في أنفيلد، جلس الثلاثي الجديد الأغلى فلوريان فيرتز، وهوغو إيكيتيكي، وإيزاك على دكة البدلاء!
منذ قدومه إلى ليفربول عام 2017، كان محمد صلاح هو رمز الفريق وأهم نجومه. لكن النجم المصري يعيش أسوأ فترة له منذ سنوات: سجل 3 أهداف فقط في 10 مباريات هذا الموسم.
لم يُسجّل من اللعب المفتوح في الدوري منذ المباراة الأولى أمام بورنموث. سبع مباريات متتالية بلا هدف غير جزائي؛ وهي أطول سلسلة من نوعها له بقميص ليفربول.
في مواجهة يونايتد، أهدر صلاح فرصة ذهبية أمام مدرج «الكوب» الشهير، وبدا مفتقداً للثقة في مراوغاته المعتادة. بطء بناء اللعب الحالي لا يخدمه، فهو يتألق حين يهاجم بسرعة ووجهاً لوجه مع المدافعين.
النجم الإنجليزي واين روني شكّك في التزام صلاح الدفاعي، ومع تراجع أرقامه الهجومية، تصاعدت الأصوات التي تنتقد «كسله» في الارتداد للخلف. ل
كن السؤال الأول يبقى: هل يمتلك سلوت الجرأة لإجلاس أسطورة النادي على الدكة؟ السؤال الثاني سيكون: إيزاك أم إيكيتيكي… أم كلاهما؟
حين أنفق ليفربول 125 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع ألكسندر إيزاك، انتظر الجميع «قناصاً جديداً» يقود الهجوم.
لكن النجم السويدي لم يسجل أي هدف في أول سبع مباريات له، وتأثر بغيابه عن فترة الإعداد الصيفية بسبب صفقة انتقاله المتأخرة من نيوكاسل.
في المقابل، بدأ هوغو إيكيتيكي موسمه بقوة، بتسجيله 5 أهداف في 8 مباريات، قبل أن يتعرض للطرد في كأس الرابطة بعد احتفاله المبالغ فيه بهدف الفوز على ساوثهامبتون، ما أغضب سلوت.
منذ تلك اللحظة، استعاد إيزاك مركزه الأساسي، لكن أداءه المخيب – 19 لمسة فقط في 71 دقيقة ضد يونايتد – جعل الجماهير تتساءل: هل يجب أن يمنح سلوت الفرصة مجدداً لإيكيتيكي؟ بل هل يفكر في الجمع بينهما معاً في خط هجوم ثنائي؟
ونأتي للسؤال الثالث: هل فيرتز يجعل وسط ليفربول أفضل أم أسوأ؟
انضم الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن مقابل 116 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يترك أي بصمة حتى الآن: صفر أهداف، تمريرة حاسمة وحيدة في «الدرع الخيرية» أمام كريستال بالاس.
في ليفركوزن، كان يلعب على اليسار ويتجه للعمق بحرية تحت قيادة تشابي ألونسو، لكن سلوت يستخدمه في مركز أكثر مركزية خلف المهاجمين، ما أربك توازن الثلاثي غرافنبرخ – ماك أليستر – سوبوسلاي.
رغم ذلك، تُظهر الإحصاءات أن فيرتز يصنع فرصاً أكثر من أي لاعب آخر في البريميرليغ نسبةً إلى الدقائق. فهل يُعيده سلوت إلى التشكيلة الأساسية ويمنح الفريق الإبداع الذي يفتقده؟
أما السؤال الرابع فسيكون عن أزمة الظهيرين: من يسدّ الفراغ بعد ألكسندر-أرنولد؟
رحيل ترنت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد ترك فجوة ضخمة في الجهة اليمنى.
ومنذ ذلك الحين، لم يجد سلوت بديلاً مقنعاً بين: جيريمي فريمبونغ (صفقة بـ29.5 مليون جنيه)، وكونور برادلي الشاب، وحتى سوبوسلاي الذي اضطر للعب كظهير مؤقت.
تلك الجبهة أصبحت مصدر الخطر الأكبر، حيث جاء منها 38 في المائة من الهجمات ضد ليفربول هذا الموسم.
وحتى على اليسار، لم يُقنع القادم من بورنموث ميلوش كيركيز، الذي جعل الدفاع أكثر هشاشة ودفع المدرب لإبعاد روبرتسون إلى المقعد.
النقاد في «بي بي سي» وصفوا الوضع بأنه «كارثي»: «فريمبونغ ليس مدافعاً، وبرادلي غير مستقر، وسوبوسلاي يُقتل فنياً عندما يُستخدم كظهير»، فهل يعود روبرتسون؟ ومن الأنسب لشغل الجهة اليمنى؟
أخيراً نطرح السؤال الخامس: كيف يُمكن سدّ الثغرات في قلب الدفاع؟
الهشاشة الدفاعية لم تعد تخفى: استقبل الفريق 11 هدفاً في أول 9 مباريات، مقارنةً بـ3 فقط في الفترة نفسها الموسم الماضي، تلقى 5 أهداف من الكرات الثابتة، وهو من أسوأ المعدلات في الدوري، أخطاء فردية قاتلة من كوناتيه (أمام بورنموث) وفان دايك (أمام يونايتد).
ليفربول لم يحافظ على نظافة شباكه سوى مرتين، بينما يُظهر الفريق بطئاً واضحاً في التعامل مع المرتدات؛ إذ يُترك فان دايك وكوناتيه مكشوفين بسبب تقدم الأظهرة، ليصبح السؤال الأخير لسلوت: كيف يُعيد الصلابة إلى دفاع فريق كان يوماً مرعباً؟