حذّر مسؤول المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص اليوم الإثنين، من أن شمال القطاع يُباد عبر القصف الإسرائيلي واستهداف المستشفيات، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية.
ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة منذ 60 يومًا، وسط قصف وتجويع للمدنيين واستهداف لمراكز الإيواء وقتل وتهجير من احتموا فيها.
ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، حيث تم اعتقال مرضى ومواطنين، إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بمرافق المستشفى شملت انقطاع الكهرباء وإتلاف خزانات المياه.
ومنذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استشهد أكثر من 2000 فلسطيني وأجبر ما يزيد على 100 ألف على النزوح جنوبًا.
وضع صعب جدًا في شمال غزة
وفي حديث للتلفزيون العربي من خانيونس، أشار الهمص إلى أن الوضع صعب جًدا في شمال قطاع غزة، فلا خدمات صحية أو دفاع مدني.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية تعمل بالحد الأدنى في مستشفى كمال عدوان، فلا جراحات ولا عناية مركزة، مردفًا بأن المواطنين الذين يصابون في الميدان لا يمكن نقلهم إلى المستشفى.
وتابع أن من يتم نقله من الجرحى فذلك على الأيدي والأكتاف أو عبر العربات، لافتًا في الآن عينه إلى أن من يصل منهم إلى المستشفى يستشهد نتيجة غياب الأدوية.
وفيما لفت إلى أن حلول فصل الشتاء في ظل نقص الموارد الطبية سيزيد من معاناة أهالي القطاع، حذر من انتشار الأمراض الشتوية كالإنفلونزا والالتهابات الرئوية.
وقال مدير المستشفيات الميدانية في غزة: إن “ما يدخل القطاع من مواد طبية وأدوية لا يلبي احتياج المواطنين”.
وشدد على أن الاحتلال يتحمل مسؤولية تجويع الشعب الفلسطيني لمنعه إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
200 شهيد تحت أنقاض منازل دمرتها إسرائيل
من جهته، قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى “كمال عدوان” في شمال قطاع غزة، الأحد: إن “نحو 200 شهيد فلسطيني لا يزالون تحت أنقاض منازل دمرتها إسرائيل شمال القطاع” خلال اليومين الماضيين.
وأشار أبو صفية في مقطع فيديو مصور، إلى أن “المشهد الإنساني في شمال القطاع يقترب من الكارثة المطلقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني في الساعات الثماني والأربعين الماضية، ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض”.
وأضاف أبو صفية: “الاحتلال ارتكب مجازر بحق عائلات الأعرج والبابا وعليان وورش آغا، وما وصلنا إلى المستشفى من بين من نجوا من الغارات الإسرائيلية هي ثلاث إصابات فقط، ممن بقوا أحياء”.
وتابع: “ما يدمي القلوب هو سماع أصوات أحياء يستنجدون من تحت الركام، وعند محاولة المواطنين إنقاذهم، استُهدفوا مجددًا من جانب الطائرات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول إلى تلك المناطق شبه مستحيل”.
وأوضح أبو صفية أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة، أبرزها منع إدخال المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى منع دخول مركبات الإسعاف التي تصل بصعوبة.