كشف تحقيق عسكري إسرائيلي جديد، اليوم الإثنين، انهيار منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ في الساعات الأولى من عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ونفذت فصائل فلسطينية أبرزها حركة حماس، في ذلك اليوم، هجوما مباغتًا على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية، ردًا على جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم.
وقد شنّت تل أبيب على الأثر عدوانًا على قطاع غزة استمر لما يزيد عن 15 شهرًا، وأدى إلى استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين.
ولم يتمكن جيش الاحتلال من التنبؤ مسبقًا بعملية “طوفان الأقصى” ومنع حدوثها أو التعامل معها بما يمنع أسر الجنود والمستوطنين.
وقالت القناة 12 العبرية: إن “تحقيقات الجيش الإسرائيلي تكشف عن فشل خطير في نظام القبة الحديدية في الساعات الأولى من هجوم حماس المفاجئ”.
وأضافت: “تم إطلاق 3700 صاروخ في أول أربع ساعات من الهجوم لم يتم اعتراض نصفها، واستنفدت البطاريات في غضون ساعات، ومنع التسلل الجماعي للمسلحين إعادة التسليح”.
مشروع أميركي إسرائيلي مشترك
ولطالما تفاخرت إسرائيل بمنظومة القبة الحديدية، وهي مشروع إسرائيلي أميركي مشترك، في التصدي للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
ولكن التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في تفاصيل الهجوم المفاجئ أظهرت أن “حماس” تمكنت من تجاوزها.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن “التحقيقات العملياتية التي قدمت لرئيس الأركان كشفت عن أعطال مقلقة في منظومة الدفاع الجوي خلال الساعات الحرجة من هجوم السابع من أكتوبر”.
وأضافت: “لأسباب أمنية غير محددة، عانت عدة بطاريات من القبة الحديدية في محيط غزة من خلل في الدقائق الأولى من الهجوم. وهذا يعني غيابا تاما لعمليات الاعتراض من تلك البطاريات”.
وتابعت: “وفي مواجهة وابل غير مسبوق من الصواريخ، عملت منظومة الدفاع الجوي بشكل روتيني، بسبب غياب الإنذار الاستخباراتي المبكر”.
وذكرت أن “شدة الهجوم كانت غير مسبوقة، إذ تم إطلاق 3700 صاروخ على المستوطنات المحيطة في الساعات الأربع الأولى”.
وأوضحت أنه “تم إطلاق 1400 منها خلال أول 20 دقيقة فقط من الهجوم. ومع مرور عدة ساعات، أفرغت البطاريات الإضافية الموجودة من ذخيرتها، ما تسبب بعدم اعتراض نصف عمليات إطلاق الصواريخ”.
وأشارت إلى أن “الوضع تفاقم عندما أدى التسلل الضخم للمسلحين (من غزة) إلى منع إمكانية إعادة تسليح البطاريات المستنفدة”.
وقالت: “في إحدى الحالات، قتلت ضابطة وجنديان أثناء توجههم إلى إحدى البطاريات، بينما كانوا ينقلون الذخيرة في شاحنة”.
ولم يصدر عن الجيش بيان فوري بشأن ما أوردته القناة.
وكان مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون قد وصفوا هجوم 7 أكتوبر 2023، بأنه مثّل “فشلًا سياسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا وأمنيًا”.
ويُعتبر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أعلى مسؤول يستقيل عقب أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل في توقّع هجوم “طوفان الأقصى”.
ومثل الكثير من كبار القادة العسكريين في إسرائيل، بقي هاليفي في منصبه خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا على قطاع غزة.
لكن بعد أيام من وقف إطلاق النار في غزة، استقال كل من هاليفي ويارون فينكلمان قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال التي تشرف على العمليات في غزة.