شدّد الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني نعيم قاسم اليوم الإثنين، على ضرورة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، مؤكدًا عدم قبول جماعته بـ”أي مبرر أو تمديد” للمهلة المنصوص عليها باتفاق وقف إطلاق النار ليوم واحد.
وأشار قاسم في كلمة متلفزة، إلى أنّ “المقاومة لها حريّة التصرّف بما تراه مناسبًا بشأن شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها”.
وإذ اعتبر أنّ أي تداعيات تترتّب على التأخير في الانسحاب تتحمّل مسؤوليته الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، شدّد على أنّ الرئيس اللبناني جوزيف عون “لا يُمكن أن يُعطي إسرائيل مكسبًا واحدًا”، على حد تعبيره.
“لبنان يحتاج إلى المقاومة”
وأوضح قاسم أنّ “حزب الله التزم بعدم خرق الاتفاق بينما خرقت إسرائيل الاتفاق 1350 مرة”، وأضاف: “الحزب فكر في مرحلة من المراحل أنّ يردّ على الاعتداءات، لكنّ السلطة طلبت منّا الصبر قليلًا”.
وقال قاسم إن مشهد الخروق الإسرائيلية “مؤلم، لكنّنا قرّرنا أن نصبر وتتحمّل الدولة مسؤوليتها، واعتبرنا أنّ الدولة هي المعنية بالأساس في مواجهة إسرائيل”.
واعتبر أنّ ما جرى من خرق للاتفاق “يؤكد حاجة لبنان للمقاومة التي انتصرت بالشعب الذي زحف إلى القرى الأمامية، رغم عدم الانسحاب الإسرائيلي والمواجهة مع العدو”.
كما رأى أن “على لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته وكل القوى السياسية تحمل مسؤولية إخراج المحتل وحماية سيادة البلاد”.
ومساء الأحد، أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/ شباط المقبل، وبدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين الذين تمّ أسرهم بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
أسرى لبنانيون لدى إسرائيل
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدّر مقرّب من “حزب الله” قوله إنّ إسرائيل أسرت 7 من مقاتلي الحزب خلال الحرب الأخيرة، التي دارت بين الطرفين منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حتى سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، إنّ جيش الاحتلال أسر أيضًا أربعة أشخاص في قرى حدودية بجنوب لبنان الأحد، مع محاولة المئات الدخول إلى هذه المناطق، رغم عدم انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
وكانت إسرائيل قد أعلنت خلال الحرب على لبنان أنّها أسرت أربعة مقاتلين من “حزب الله” على الأقل خلال المعارك في الجنوب.
وفي نوفمبر الماضي، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إنّ قوات “كوماندوس” بحرية إسرائيلية “اختطفت من وصفته بـ”عنصر رفيع في حزب الله” في مدينة البترون الساحلية بشمال لبنان.
وفي 22 أكتوبر الماضي، أقرّ مسؤول في حزب الله بوجود “أسرى” من مقاتليه لدى إسرائيل، من دون أن يُحدّد عددهم.