«وست هام ليس من نوعية الأندية التي لا تصبر على مدربيها، فنحن نميل إلى التمسك بهم، وندعمهم، ونواصل العمل حتى النهاية»، كانت هذه هي كلمات نائبة رئيس وست هام، كارين برادي، عقب الخسارة بثلاثية نظيفة أمام سندرلاند الصاعد حديثاً في الجولة الافتتاحية بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
وكانت إدارة النادي والجماهير تريد ردة فعل قوية أمام تشيلسي يوم الجمعة، لكن الفريق مُني بهزيمة ساحقة بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعبه، وهو الأمر الذي جعل عددا من جمهور الفريق يطلق صافرات وصيحات الاستهجان مع إطلاق صافرة النهاية، بل ووصل الأمر – حسب غاري روز على موقع «بي بي سي» – إلى أن معظم الجمهور كان قد رحل بالفعل من ملعب لندن قبل وقت طويل من انتهاء المباراة.
لا ينبغي لأي مدير فني أن يكون تحت ضغط بعد مباراتين فقط من الموسم، لكن من الصعب تبرير الأداء السيئ والمخيب للآمال الذي قدمه وست هام، والدفاع عن ما حققه غراهام بوتر منذ توليه قيادة الفريق خلفا لجولين لوبيتيغي في يناير (كانون الثاني) الماضي.
فاز بوتر بخمس مباريات فقط من أصل 21 مباراة تولى فيها قيادة الفريق حتى الآن، وبعد أن استقبل وست هام ثلاثة أهداف أمام سندرلاند، عاد ليستقبل خمسة أهداف أخرى أمام تشيلسي، وهو ما يعني أن شباكه اهتزت بثمانية أهداف في أول مباراتين له في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخه.
ما الذي يُعاني منه وست هام؟
تعاقد وست هام مع خمسة لاعبين جدد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وكان من بين الوافدين الجدد الظهير المميز الحاج مالك ضيوف، وحارس المرمى مادس هيرمانسن، ومهاجم نيوكاسل السابق كالوم ويلسون. وعلى الرغم من ذلك، لم تظهر أي علامات تحسن تُذكر على أرض الملعب.
ومن الناحية الدفاعية، يعاني الفريق بشكل واضح، وخاصة في الكرات الثابتة، حيث جاءت ثلاثة من الأهداف الخمسة التي استقبلها أمام تشيلسي من كرات ثابتة، كما كان هيرمانسن مسؤولاً عن هدفين بسبب فشله في التعامل بشكل جيد مع الركلات الركنية.
هل سيدخل وست هام معركة الهبوط؟
من المبكر جداً بالطبع القول إن وست هام سيصارع من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لكن لا شك أن المستويات التي قدمها الفريق حتى الآن تثير القلق لدى الكثير من جمهور النادي في الوقت الحالي.
سجل وست هام هدفا وحيدا واستقبل ثمانية أهداف، وهو ما يُظهر أن الفريق يعاني بشدة في الناحيتين الهجومية والدفاعية، وهو الأمر الذي لا يبشر بالخير.
سيلعب وست هام مباراته القادمة خارج ملعبه أمام نوتنغهام فورست، قبل أن يخوض مباراتي ديربي قويتين أمام توتنهام وكريستال بالاس – وهي ثلاث مباريات صعبة سيحتاج فيها وست هام إلى إظهار تحسن كبير عما قدمه حتى الآن.
وقال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، لقناة «سكاي سبورتس»: «لو كنتُ أنا المسؤول عن سندرلاند أو بيرنلي أو ليدز يونايتد، فسأنظر إلى وست هام وأقول: هذا هو الفريق الأضعف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وسنتفوق عليه. هذا الفريق ليس جيداً بما يكفي، وليس لديه ما يكفي من اللاعبين الجيدين. لاعبو خط الوسط بعيدون تماما عن مستواهم، ولم يكونوا قادرين على التحرك كما ينبغي. من الواضح أن الفريق بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين أقوياء».
يُمكن للتعاقدات الجديدة أن تنعش الفريق الذي يعاني من تراجع الثقة، لكن بوتر لم يُشر إلى أن النادي سيدعم صفوفه بقوة قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية الحالية في الأول من سبتمبر (أيلول).
وقال بوتر: «أعتقد أنه سيكون من الغباء بعض الشيء أن أتحدث عن التعاقدات الجديدة في حين أنه من الواضح أنه يتعين علينا أن نتحسن ونصل إلى مستويات أفضل باللاعبين الموجودين لدينا الآن بالفعل. يجب علينا أن نبذل جهداً أكبر كمجموعة، وكما هو الحال دائماً، سنسعى إلى تعزيز صفوفنا خلال فترة الانتقالات».
يدرك بوتر أنه يواجه ضغوطا كبيرة، وأن الطريقة التي ستسير بها الأمور في الأسابيع القليلة المقبلة – سواء من حيث النتائج على أرض الملعب أو من حيث سوق الانتقالات – سيكون لها تأثير كبير على مستقبله.
وقال بوتر: «أي شخص يعمل في هذا المجال يتعرض للضغوط طوال الوقت، فهذه هي كرة القدم. أعرف طبيعة هذا العمل جيدا، وأعرف عواقب النتائج السيئة، وأتحمل مسؤوليتي».