غصت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الأسرى المحررين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، ورصدت الفرح الذي لا يمكن نكرانه، والألم الذي لا يمكن نسيانه.
وكان لحكاية أسرى غزة المفرج عنهم والبالغ عددهم 143 أسيرًا، بينهم 111 أسيرًا اعتقلوا خلال حرب إبادة جماعية استمرت خمسة عشر شهرًا، وقع آخر. مع العلم أن مصير آلاف الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيش الاحتلال منذ اجتياحه القطاع ما زال مجهولًا.
وقد انتظر الفلسطينيون في مدينة خانيونس جنوبي القطاع أسراهم، وانتظروا خبرًا أيضًا عن مفقوديهم البالغ عددهم 14 ألفًا.
واحدة من الحكايات قصة أحمد دبابش، الذي اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال توغله في مدينة غزة.
قضى أحمد في المعتقل أيامًا وليالي صعبة لا يعرف شيئًا عن أهله وعائلته، ارتكب فيها جيش الاحتلال جرائم حرب وخلّف أكثر من 159 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء.
وكان لأحمد دبابش نصيبه من هذه المأساة، إذ قتل الاحتلال زوجته وطفلته، في حرب الإبادة.
ولم يكن أحمد وحيدًا في حكاية الألم، فقد رصدت كاميرا التلفزيون العربي الاستقبال الشعبي للأسير المحرر ياسر أبو دقة بعد 19 عامًا في الأسر، وهو من سكان قرية عبسان شرق خانيونس.
أطلق سراح ياسر، ولكنه لم يجد عائلته بانتظاره، فقد استشهدوا في حرب الإبادة.
والقصص كثيرة وألمها كبير، فابنة الأسير عوض الحاج أحمد كانت تنتظر والدها بالدموع، من دون أمها التي استشهدت.
وفي غضون لحظات من وصوله، علم الأسير المحرر عوض باستشهاد 25 شخصًا من عائلته إضافة إلى زوجته، جراء قصف الاحتلال، وفقد وعيه لحظة تلقيه خبر استشهادهم.
ولاقت الفيديوهات والصور تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، فكتب تامر: “أسرى غزة يطلق سراحهم، وبدل الفرح يستقبلون أنباء استشهاد بعض أفراد عائلاتهم أو جميعهم. كثيرون توجهوا إلى المقابر لزيارتهم”.
وقال مقداد جميل: “المعاناة في غزة مستحيلة التوقع أو التخيل! حتى أسرى غزة معاناتهم مختلفة. معاناة مركبة، لا فرح ولا فرصة لأي سعادة. كلنا مكتوب علينا القهر والألم هنا”.
بدوره، علّق منير صالح الجهمي من اليمن بالقول: “يا الله يا الله يا الله، لقد صار صبركم يا أهل فلسطين أقوى من الجبال، فسلام عليكم بما صبرتم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.