يواصل أهالي شمال قطاع غزة العودة إلى ديارهم، وسط دمار هائل وانعدام للمياه والمواد الغذائية.
والإثنين، بدأ عشرات آلاف النازحين العودة إلى محافظتَي غزة والشمال مرورًا بحاجز “نتساريم” عبر شارعَي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني.
هذه الخطوة جاءت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
أهالي شمال غزة يواصلون العودة إلى ديارهم
وفي رحلة غير منصفة تتساوى فيها الرغبة في الحياة مع الموت، ومحفوفة بالمتاعب، شد الفلسطيني عبد القادر طافش الرحال صوب الشمال، رفقة مئات الآلاف من النازحين، بإرادة التمسك بالأرض وشوقًا إلى الديار.
وقطع عبد القادر رحلته الشاقة مشيًا على قدم واحدة بعكازين لساعات طويلة.
ومن بين ركام المنازل، قال طافش: “لم أكن أعرف بحال الطريق المدمر، أنا ذاهب إلى الخراب والمجهول”.
وكان طافش قد تعرض خلال اعتقاله الذي استمر 50 يومًا لتعذيب متواصل أدى إلى إصابته بإعاقة دائمة، ليبقى الشوق إلى الديار حافزه الوحيد ليكمل طريق العودة.
يواصل النازحون الفلسطينيون العودة إلى منازلهم في شمال غزة – الأناضول
وفيما كان طافش يأمل في عودته إلى منزله العثور على أوراقه الثبوتية لتساعده في الحصول على علاج خارج قطاع غزة، تبددت أحلامه بمجرد الوقوف على أنقاض بيته المتهاوي.
ومن فوق ركام منزله المدمر، قال طافش: “لم أستطع العثور على أوراقي الثبوتية لاستكمال علاجي”.
وأثر العدوان الإسرائيلي على نفسية منال الحرشي النازحة من مخيم جباليا، التي تعرضت لصدمة ليس فقط جراء ضراوة القصف الإسرائيلي والنزوح المتكرر، وإنما لمشاهد الدمار التي وقفت عليها في حيها.
وقالت منال من فوق ركام منزلها: “هذه أرضنا ولن نتركها”، معبّرة عن صدمتها من حجم الدمار الذي حل في حيها.
من جهتها، ترى المقاومة الفلسطينية في عودة النازحين إلى شمال غزة، انتصارًا لصمود أصحاب الأرض، وهزيمة لمخطط التهجير، رغم حجم الدمار الهائل المقدر بنحو 50 مليون طن من الحطام، أي ما يعادل 17 ضعف الركام الناتج عن كل الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة منذ العام 2008.
كما تقدر المنظمات الدولية المدة المطلوبة لرفع الأنقاض بأكثر من 20 عامًا.