يلف الغموض قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والذين كان من المفترض أن يطلق الاحتلال الإسرائيلي سراحهم ضمن الدفعة السابعة من عمليات تبادل الأسرى، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان من المقرّر أن يبدأ الاحتلال الإفراج عن نحو 600 أسير فلسطيني عصر اليوم السبت، لكنّ الإعلام الإسرائيلي أفاد بأنّ تل أبيب أخّرت العملية إلى ما بعد اجتماع أمني برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأن الإجراءات قد تبدأ عند منتصف الليل.
وأعلنت هيئة البثّ الإسرائيلية، أنّ التأخير يأتي ردًّا على إرسال حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جثة امرأة فلسطينية عن طريق الخطأ بدلًا من المحتجزة الإسرائيلية شيري بيباس، خلال عملية التبادل التي جرت الخميس الماضي.
في المقابل، اتهمت “حماس” إسرائيل بارتكاب “خرق فاضح” لاتفاق صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة، من خلال عدم التزامها بالإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين في الموعد المتفق عليه.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان، إنّه في الوقت الذي تجاوبت فيه “حماس” مع جهود الوسطاء لإنجاح عملية التبادل، يُواصل “مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلوك التسويف والمماطلة ويؤخر الإفراج عن الأسرى”.
ودعا القانوع الوسيطين مصر وقطر وضامني الاتفاق “لممارسة الضغط على الاحتلال لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده دون تسويف ومماطلة”.
لحظات ترقّب صعبة
ومنذ الليلة الماضية، تنتظر آلاف العائلات الفلسطينية في رام الله وقطاع غزة في ظل الطقس البارد وتدنّي درجات الحرارة، صدور قائمة الأسرى المقرّر الإفراج عنهم، لتعود وتنتظر اليوم منذ قرابة 10 ساعات للإفراج عن أبنائها.
وفي رام الله، يعيش أهالي الأسرى الفلسطينيين لحظات صعبة ترقبًا للإفراج عنهم، حيث أفاد مراسل التلفزيون العربي فادي العصا بأنّ الأهالي يفترشون أرض قاعة قصر رام الله الثقافي في انتظار إطلاق سراح أبنائهم.
وفي قطاع غزة، أفاد مراسل التلفزيون العربي في مدينة غزة إسلام بدر بأنّ أهالي الأسرى يعيشون لحظات انتظار صعبة مصحوبة بحالة ترقّب وخوف لما ستحمله الساعات المقبلة.
وذكر مراسلنا أنّ عشرات الأُسر تنتظر في المستشفى الأوروبي رغم درجات الحرارة المنخفضة.
مشاورات حاسمة
إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد دراوشة، بأنّ إسرائيل تبحث عن الانتقام في تأجيلها الإفراج عن الأسرى.
وأوضح أنّ هذا الأسبوع يشهد مشاورات حاسمة، حيث من المتوقّع أن يشهد نهار الخميس المقبل تسليم رفاة آخر أربعة جثامين لمحتجزين إسرائيليين، وانسحاب الاحتلال من محور صلاح الدين قبل أن تبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار نهار السبت المقبل.
وقبل الاجتماع الأمني، أكد نتنياهو أنّ حكومته ملتزمة بمواصلة العمل لاستعادة 63 مخطوفًا لا يزالون في قبضة حماس جميعًا، الأحياء منهم والأموات.
ودعت عائلات الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة اليوم السبت، رئيس وزراء الاحتلال إلى القبول بعرض “حماس” بإجراء عملية تبادل تشمل جميع المحتجزين الإسرائيليين الباقين دفعة واحدة.
وجدّدت “حماس” اليوم السبت، التذكير بجاهزيتها لإتمام عملية تبادل كاملة رزمة واحدة تستند لوقف نهائي للحرب على غزة وانسحاب الاحتلال وإعمار قطاع غزة، مشدّدة على أنّ ضمان إتمام عمليات التبادل المقبلة هو التزام الاحتلال الإسرائيلي بباقي بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ البروتوكول الإنساني.