سُمع صوت إطلاق نار كثيف مساء اليوم الأربعاء، بالقرب من القصر الرئاسي في وسط عاصمة تشاد نجامينا، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وقال مصدر أمني تشادي لوكالة الصحافة الفرنسية، تزامنًا مع تواصل إطلاق النار، إن مسلحين هاجموا الجزء الداخلي من القصر الرئاسي. ولم تدل السلطات بأي تصريح.
وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي أمام حركة المرور. وانتشرت دبابات في الشوارع.
وسُمع إطلاق الرصاص بعد ساعات على إجراء وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة إلى نجامينا، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين تشاديين تخللها اجتماع في القصر الرئاسي مع الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو.
وأكد اثنان من السكان أن دوي رصاص سُمع بالقرب من مقر الرئاسة في العاصمة التشادية نجامينا، وأضافا أن أرتال مركبات عسكرية شوهدت وهي تتجه نحو الرئاسة.
وقال أحد السكان ويدعى عباس محمد سيد: “أنا عالق في ساحة الأمة أمام الرئاسة لأنني أسمع إطلاق رصاص كثيف، وهناك مركبات عسكرية تأتي من كل الاتجاهات”.
وأشار وزير البنية التحتية في تشاد عزيز محمد صالح، إلى أن الوضع تحت السيطرة.
وقال في منشور على فيسبوك: “لا شيء خطير، لا داعي للذعر، الوضع تحت السيطرة”، ولم يذكر مزيدًا من التفاصيل.
إنهاء الاتفاق العسكري مع باريس
وأعلنت تشاد بشكل مفاجئ في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إنهاء الاتفاق العسكري بين باريس ونجامينا، واضعة حدًا لستين عامًا من التعاون العسكري منذ انتهاء الاستعمار الفرنسي.
وجاء القرار بعيد ساعات قليلة على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو لنجامينا.
وقال وزير الخارجية التشادي إنّ “القرار يمثّل نقطة تحوّل تاريخية. في الواقع، بعد 66 عامًا على إعلان قيام جمهورية تشاد، حان الوقت لأن تؤكّد تشاد سيادتها الكاملة، وأن تعيد تحديد شراكاتها الإستراتيجية بناء على الأولويات الوطنية”.
وفي مايو/ أيار، انتهت فترة انتقالية استمرت ثلاث سنوات في نجامينا بانتخاب محمد إدريس ديبي رئيسًا للبلاد.
وكان محمد إدريس ديبي قد أُعلن رئيسًا في بداية الفترة الانتقالية من جانب المجلس العسكري الحاكم عقب مقتل والده إدريس ديبي اتنو في 2021، على أيدي متمردين وهو في طريقه إلى الجبهة، بعد أن حكم تشاد بقبضة من حديد لأكثر من 30 عامًا.
واعتمد ديبي الأب على دعم الجيش الفرنسي لصدّ هجمات متمردين في عامي 2008 و2019.