ألقت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية، اليوم الجمعة، القبض على العميد عاطف نجيب، ابن خالة رئيس النظام السابق بشار الأسد، والذي كان يشغل منصب رئيس شعبة الأمن السياسي في محافظة درعا أثناء اندلاع الثورة عام 2011. ونجيب متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من بينها تعذيب الأطفال.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، قوله: “في عملية نوعية، تمكنت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية بالتعاون مع القوى العسكرية من إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب، الذي شغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا”.
وأضاف كنيفاتي: “يُعتبر نجيب من المتورطين في ارتكاب جرائم بحق الشعب السوري”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي “في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات بحق الشعب السوري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
تحويله إلى المحاكمة
ونوه كنيفاتي إلى أنه جرى “تحويل المجرم عاطف نجيب للجهات المعنية ليصار إلى محاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري”.
وعاطف نجيب كان يرأس جهاز الأمن السياسي في درعا، حيث شهدت المدينة قيام بعض الأطفال بخط عبارات مناهضة للنظام السابق على أحد جدران مدرستهم قبيل اندلاع الثورة في مارس/ آذار 2011 من قبيل “اجاك الدور يا دكتور” و”يسقط الرئيس بشار الأسد”.
اندلعت شرارة الثورة السورية في درعا عام 2011 – فيسبوك
وآنذاك عمد نجيب إلى اعتقال هؤلاء الأطفال وقام بتعذيبهم وقلع أظافرهم داخل فرع الأمن السياسي، ووجه شتائم إلى وجهاء المحافظة داخل مكتبه بعد المطالبة بإطلاق سراح الأطفال.
وقيل وقتها إن عاطف نجيب وجه إهانات مباشرة إلى وجهاء محافظة درعا، بقوله لهم “إن رجاله في المخابرات يستطيعون مساعدة أهل درعا على إنجاب أطفال لهم، إن لم يكونوا قادرين على ذلك”، وفق شهادات سكان المحافظة عن الواقعة.
اشتعال الثورة
وعقب ذلك، أشعلت هذه الحادثة الاحتجاجات في درعا في 18 مارس/ آذار 2011 حيث واجهتها الأجهزة الأمنية، بإطلاق الرصاص ما أدى يومها لسقوط قتلى وجرحى، لتشتعل في عموم المحافظات السورية ثورة عارمة تنادي بإسقاط النظام.
وعاطف نجيب على قائمة العقوبات الأميركية منذ 29 أبريل/ نيسان 2011، وعلى قوائم العقوبات الأوروبية منذ 9 مايو/أيار 2011.
ومساء أمس الخميس، توعّد الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاب موجه للشعب بملاحقة المجرمين والمتورطين بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من النظام السابق في الداخل والخارج.