كشف ليث البلعوس قائد حركة رجال الكرامة للتلفزيون العربي اليوم الثلاثاء، عن اتفاق جرى منذ أيام مع الإدارة السورية، يقوم على أن يكون أبناء المحافظة في جهازَي الشرطة والدفاع.
وأفادت مصادر للتلفزيون العربي، أنه إضافة إلى الجوانب الأمنية ينص الاتفاق على تعيين الإدارة السورية قائدًا للشرطة في محافظة السويداء مع نائبه، على أن يكون النائب الثاني من أبناء المدينة.
وأظهرت صور تداولها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رفع العلم السوري الجديد على مبنى المحافظة في السويداء.
اتفاق دمشق مع قسد ووجهاء السويداء
ويأتي الحديث عن هذا الاتفاق عقب 24 ساعة من الكشف عن اتفاق آخر وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي في دمشق، يقضي باندماج قوات قسد في مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
وأحدث هذان الاتفاقان صدى إيجابيًا في الشارع السوري، حيث خرجت تجمعات مؤيدة في السويداء والساحل ومناطق الجزيرة السورية، إلى جانب حماة وحلب ودمشق.
إذًا هي خطوات داخلية سورية ترسم إطارًا لاتفاق بين المكونات، وتجهض الادعاءات الإسرائيلية بالاستعداد لحماية الأقليات ومنع وجود الجيش السوري في الجنوب.
الغضب الإسرائيلي كان بارزًا في الميدان، حيث نفذت تل أبيب اعتداءات متواصلة على الجنوب السوري، وشنت طائرات إسرائيلية مساء أمس غارات استهدفت مستودعات أسلحة ودبابات ومعدات عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة درعا جنوبي البلاد، مع استهداف الفوج 89 في ريف درعا.
كما ضربت غارات أخرى مستودعات سلاح في اللواء الثاني عشر قرب مدينة إزرع بريف المحافظة.
“خبر سيئ لتل أبيب”
وتعليقًا على التطورات السورية الأخيرة، أوضح رئيس تحرير موقع “عرب 48” رامي منصور أن إسرائيل تعتبر الاتفاقيات التي وقعتها حكومة دمشق سواء مع “قسد” أو مع وجهاء السويداء أنباء سيئة جدًا، على اعتبار أنها تصور نفسها بأنها “حامية للأقليات”.
وأضاف منصور في حديث للتلفزيون العربي من حيفا، أن أحد الصحافيين المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الاتفاق الذي وقعته الإدارة السورية ووجهاء محافظة السويداء بأنه ضربة للمساعي الإسرائيلية لفتح قنوات مع الدروز في سوريا.
كما أن الاتفاق الذي وقعه الشرع مع عبدي يعتبر، بحسب منصور، خبرًا سيئًا لتل أبيب التي كانت تعوّل على فتح اتصالات مع الأكراد في سوريا، لا سيما وأنها مناطق مجاورة لتركيا.
الرئيس السوري أحمدالشرع يلتقي وفدًا من محافظة السويداء – وكالة الأنباء السورية
وشرح منصور أن إستراتيجية إسرائيل واضحة في سوريا، وهي أن تبقى هذه الأخيرة مشغولة بهمومها الداخلية، فلا تتحول إلى “تحد أمني” مستقبلًا، بالإضافة إلى تفتيت سوريا إلى دويلات وإمارات طائفية تكون إسرائيل هي المسيطرة عليها بحجة حماية الأقليات.
وأشار إلى أن إسرائيل ترى في الإدارة السورية الجديدة خطرًا عليها لأنها تمثل طموح الشعب السوري، لافتًا إلى أن تل أبيب تعادي حرية الشعوب العربية التي تجمع على معاداة الاحتلال ونصرة الشعب الفلسطيني.
“تحول جديد ومفصلي” في المشهد السوري
من جهتها، اعتبرت عضو الحركة السياسية النسوية السورية أليس مفرج، أن الاتفاق مع قسد تحول جديد ومفصلي في المشهد السوري.
وفي حديث للتلفزيون العربي من برلين، أوضحت مفرج أن الاتفاق لا يقتصر على ترتيب الأوضاع في شمال شرق سوريا مع السلطة الجديدة، بل يحمل دلالات أعمق على المستويين السياسي والعسكري، إذ تمتد تأثيراته على كامل البلاد بما في ذلك الجنوب.
وفيما أشارت إلى أن هذا الاتفاق خطوة في الاتجاه الصحيح، لفتت مفرج إلى أنه “يأتي في سياق قطع الطريق على التدخلات الإيرانية وعدم تحول شمال شرق سوريا إلى بؤرة للنفوذ الإيراني”.
وقالت مفرج: إن “هذا الاتفاق ليس فقط تلبية للشرط الدولي بقدر ما هو تأكيد على الوحدة السورية والتشاركية في مرحلة تأسيس الدولة”.
توحيد الصف الداخلي
من ناحيته، أشار الباحث السياسي مؤيد غزلان قبلاوي إلى أن الظروف الجيوسياسية في المنطقة هي من أعطت الطاقة الكامنة والرافعة السياسية للإدارة السورية الجديدة بأن تقوم بهذه الاتفاقيات، من خلال توحيد الصف الداخلي تحت مظلة الوحدة الوطنية، الأمر الذي سيقطع الطريق على كل المؤامرات الخارجية.
وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من دمشق، أن السياسة التي تتبعها الحكومة السورية الجديدة صحيحة، وعنوان للوحدة الوطنية داخليًا، وخارجيًا لقطع كل أوصال المؤامرات التي تحاول زعزعة الاستقرار في سوريا.
وخلص قبلاوي إلى أن إسرائيل اليوم ممتعضة من المسار السياسي تحت مظلة الوحدة الوطنية الذي تقوم به دمشق.