يُعتبر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أعلى مسؤول يستقيل عقب أسوأ فشل أمني في تاريخ إسرائيل في توقّع هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنّته كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومثل الكثير من كبار القادة العسكريين في إسرائيل، بقي هاليفي في منصبه خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا على قطاع غزة. لكنّه بعد أيام من وقف إطلاق النار في غزة، استقال كل من هاليفي ويارون فينكلمان قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال التي تشرف على العمليات في غزة.
في إعلانه عن استقالته، اعترف هاليفي بمسؤوليته عن فشل جيش الاحتلال في هجوم 7 أكتوبر، وقال إنّه سيضمن استكمال التحقيقات الداخلية في الهجوم قبل ترك منصبه في 6 مارس/ آذار المقبل.
ويُرجّح أن تؤدي استقالتهما إلى تأجيج الدعوات القائمة منذ فترة طويلة في إسرائيل لإجراء تحقيق عام في الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية التي وقعت خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.
وقد يؤدي هذا إلى تورّط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أصرّ على أنّ مثل هذا التحقيق لا يُمكن أن يتمّ إلا بعد الحرب.
نتنياهو سعى إلى إعادة صياغة إرثه خلال الحرب على غزة – غيتي
من تحمّل مسؤولية إخفاقات 7 أكتوبر ومَن لم يفعل ذلك؟
وإذا كان هاليفي وغيره قد تحمّلوا مسؤولية إخفاقات 7 أكتوبر، فان العديد من كبار القادة الأمنيين لم يفعلوا.
- رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
لم يتحمل بنيامين نتنياهو الذي كان رئيسًا للوزراء طوال السنوات الـ14 التي سبقت عملية “طوفان الأقصى” باستثناء سنة واحدة، المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر.
ويقول منتقدوه إنّه يتحمّل المسؤولية ليس فقط عن الفشل في منع الهجوم، ولكن أيضًا عن سياسته الطويلة الأمد المتمثّلة في محاولة احتواء حركة “حماس” في غزة.
وسعى نتنياهو إلى إعادة صياغة إرثه خلال الحرب، حيث تفاخر بـ”إنجازات غير مسبوقة” ضد إيران وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة.
كما تعهّد بمواصلة القتال حتى يتم إعادة جميع الأسرى الذين تم اختطافهم في هجوم 7 أكتوبر وتفكيك “حماس”.
وإذا كان نتنياهو يسير على طريق تحقيق هدفه الأول بإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، عبر صفقة التبادل التي تجري حاليًا على مراحل، إلا أنّه لم يُحقّق هدفه المتمثّل في تفكيك حركة “حماس”.
- وزير الأمن يوآف غالانت
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أقال نتنياهو وزير الأمن يوآف غالانت الذي يتمتّع بشعبية كبيرة، بسبب خلافات بشأن إدارة الحرب واستبدله بشخص موال له.
وبرز غالانت الذي دعا منذ فترة طويلة إلى إجراء تحقيق عام في إخفاقات 7 أكتوبر، كواحد من أكثر قادة إسرائيل شعبية خلال الحرب، جزئيًا من خلال إعطاء الأولوية في الأشهر الأخيرة من ولايته، لصفقة تبادل الأسرى على هدف القضاء على “حماس”.
- رئيس القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان
في خطاب استقالته، قال فينكلمان: إنّ فشله في الدفاع عن جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر “سيظلّ محفورًا في ذهني لبقية حياتي”.
- رئيس شعبة الاستخبارات أهارون هاليفا
استقال أهارون هاليفا في أبريل/ نيسان الماضي، قائلًا إنّ إدارته لم ترق إلى مستوى مهمتها في 7 أكتوبر.
وكتب هاليفا في خطاب استقالته: “أحمل هذا اليوم الأسود معي منذ ذلك الحين، يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة. وسأحمل معي آلام الحرب الرهيبة إلى الأبد”.
- رئيس “الشاباك” رونين بار
منذ عام 2021، يرأس رونين بار جهاز الأمن الداخلي المُكلّف بجمع المعلومات الاستخبارية عن الفلسطينيين.
وتحمّل بار مسؤولية الفشل في إحباط الهجوم بعد أيام قليلة من وقوعه. لكنّه لم يستقل، قائلًا: إنّ التحقيقات في ما حدث يجب أن تحصل بعد انتهاء الحرب.
- رئيس جهاز “الموساد” ديفيد برنيع
من المرجّح أن يتحمل ديفيد برنيع مسؤولية أقلّ عن إخفاقات 7 أكتوبر، حيث أنّ “الموساد” مُكلّف بالتجسّس على “أعداء” إسرائيل خارج الأراضي التي تُسيطر عليها إسرائيل.
وكان برنيع مفاوضًا رئيسيًا خلال المحادثات غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل التي امتدّت لأكثر من عام، والتي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزة هذا الشهر.