تشكل الألغام الأرضية خطرًا كبيرًا على اليمنيين وخصوصًًا العاملين منهم في مجال الرعي.
وتحمل لافتة تحذير من الألغام الأرضية في محافظة مأرب اليمنية رسالة إلى رعاة الإبل بأن خطوتهم التالية قد تكون الأخيرة.
وبعد نزوحهم أو اضطرارهم للتحرك على مساحات أصغر بسبب الحرب، يأمل البدو في استعادة أسلوب حياتهم التقليدي الذي يعتمد على الارتحال الدائم، لكن العثور على أرض آمنة للرعي أمر محفوف بالمخاطر.
ويقول راعي الإبل عجيم سهيل إن الرعي كان أكثر وفرة في الجنوب، لكن هذه المناطق مفخخة بالألغام الأرضية، وحينما تتوجه أي من الدواب إلى الجنوب، ينفجر فيها لغم. وأضاف أن البدو انتقلوا شمالًا هربًا من حقول الألغام ومناطق القتال.
خطر الألغام في اليمن
وتوقفت عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2023.
وعلى الرغم من عدم حدوث تصعيد كبير أو تغير في مواقع الخطوط الأمامية منذ سنوات، فإن الأمم المتحدة تحذر من احتمال تجدد العنف.
وأظهر تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش عام 2024 أن الألغام الأرضية التي زرعتها الأطراف المتحاربة لا تزال تقتل المدنيين أو تصيبهم في المناطق التي توقف فيها القتال.
يأمل البدو في استعادة أسلوب حياتهم التقليدي الذي يعتمد على الارتحال الدائم- غيتي
ووثق تقرير صادر عن منظمة مواطنة وهي منظمة محلية لحقوق الإنسان 537 واقعة لاستخدام للألغام الأرضية في الفترة من يناير/ كانون الثاني 2016 إلى مارس/ آذار 2024.
وقال عابد الثور المسؤول في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين إن الجماعة ليست مسؤولة عن زراعة الألغام في محافظة مأرب،
وأضاف أن “المرتزقة” هم من زرعوها هناك، وهو المصطلح الذي يستخدمه الحوثيون في وصف خصومهم في الحرب الأهلية. وأضاف أن الألغام زُرعت لإبطاء تقدم الحوثيين هناك.
وأفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار تشكل خطرًا جسيمًا على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء اليمن.
وتعد محافظة مأرب في وسط اليمن واحدة من المحافظات الأكثر تضررًا، إذ يقول الرعاة إنهم مجبرون على البقاء في خيامهم خوفًا من الألغام الأرضية وعلى تحريك جمالهم في نطاق ضيق.