شكلت “الإسبانغليش” وهي لغة هجينة تدمج بين الإسبانية والإنكليزية مادة جذب دسمة للسياسيين لكسب دعم الناخبين من أصول لاتينية في الانتخابات الأميركية.
وفي وقت يتوقع محللون أن تُحسم نتيجة الانتخابات الأميركية بهامش ضيق للغاية في عدد محدود من الولايات الحاسمة، قد يكون الناخبون من أصول أميركية لاتينية من يرجّحون الكفة، بحسب مدير الأبحاث في معهد السياسة اللاتينية لدى جامعة كاليفورنيا رودريغو دومينغيز-فييغاس.
وقد يكون تأثيرهم حاسًما ليس فقط في ولايتي أريزونا ونيفادا الأساسيتين (جنوب غرب) حيث يمثّل ذوو الأصول الأميركية اللاتينية أكثر من خُمس الناخبين، بل كذلك في خمس ولايات متأرجحة (أي تصوّت مرة للجمهوريين وأخرى للديمقراطيين) في الجنوب والوسط الغربي.
ويصوّت هؤلاء الناخبون تقليديًا لصالح الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين، لكن استطلاعات الرأي أظهرت في الفترة الأخيرة ميلًا لافتًا من قبلهم للجمهوريين، حسب وكالة فرانس برس.
“الإسبانغليش”
ولم يعرف فرانسيس فيرا ما يفعله أثناء إغلاقات جائحة كوفيد-19 قبل سنوات، فأنشأ صفحة على منصة “تيك توك للحديث عن الموسيقى.
وأدرك فرانسيس فيرا البورتوريكي وهو في أوائل العشرينيات من عمره سريعًا أن ما لفت انتباه متابعيه من الشبان في سنه كان مزجه بين لغته الإسبانية والإنكليزية أو كما صارت تسمى الإسبانغليش.
ويقول فرانسيس: “كثيرون من أصدقائي من ذوي الأصول اللاتينية لا يتقنون التحدث باللغة الإنكليزية، وقد يتنمر عليهم أصدقاؤهم في المدرسة، أتعاطف معهم وأحزن عليهم لأنهم يشعرون بالإقصاء من المواطنين البيض ومن أقرانهم من ذوي الأصول اللاتينية، وأنا لا أريد ذلك لهم، ولهذا أقدم هذا المحتوى باللغتين”.
وفي “ليتل هافانا”، أي هافانا الصغيرة التابعة للحي اللاتيني في ميامي، وعلى نحو عفوي، ربما تمزج لوحات المتاجر بين الإسبانية والإنكليزية لاجتذاب زبائن يراوح لسانهم بين اللغتين في نشاطهم اليومي في بلد المهجر.
ويستخدم 60% من اللاتينيين على الأقل هذه اللغة، وفق مركز بيو للأبحاث، في واقع يتحمس الساسة لتوظيفه لصالحهم كما خاطب النائب عن فلوريدا ماكسويل فروست ناخبيه في أحد المقاطع المصورة.
تاريخيًا، كما ينوه أكاديميون، تعود نصف مساحة الولايات المتحدة تقريبًا إلى تاريخ ضمها أراضي من المكسيك في نهايات القرن التاسع عشر، واللغة الإسبانية فيما يبدو كانت واحدة من توابع هذا الضم.
وفي هذا الإطار، يقول أستاذ اللغات في جامعة فلوريدا الدولية فيليبت كارتر: “بعض السياسيين من الحزبين يعتقدون أن الناخبين الشباب لا يفضلون لغة على الأخرى، فمثلًا هنا في ميامي الأبحاث أثبتت أن اللغة الدارجة هي مزيج من الإنكليزية والإسبانية أو الإسبانغليش.
إلى ذلك، يرى مهتمون بهذه الظاهرة أنها ليست نادرة الحدوث، فهذا الازدواج اللغوي يحدث مع لغات أخرى منها العربية، إذ يمزج كثيرون بين الإنكليزية ولغتهم الأم في محادثاتهم اليومية على نحو روتيني.
ويرى مستخدمو هذه اللغة أنها وسيلتهم للاندماج في المجتمع الأميركي دون خسارة لغتهم وثقافتهم الأم لصالح اللغة والثقافة الأميركية المهيمنة، لذلك لا يغيب استخدامها عن المعركة الانتخابية بين الديموقراطيين والجمهوريين، حسب مراسل التلفزيون العربي عماد الرواشدة.