تنهض النازحة الفلسطينية غادة الركاب فجر كل يوم لصنع الخبز لعائلتها ولعدد من عائلات حيّها، مقابل سعر رمزي بعد أن أصبحت المعيل الأساسي لأطفالها الستة.
وتقول غادة إن الوضع صار صعبًا مع انعدام الغاز والكهرباء، وهي تسعى إلى تأمين مصاريف وحاجيات عائلاتها في ظل غياب أي مساعدة تقدم لها.
وتوضح هذه السيدة الغزية أنه في حال توفر الدقيق تظهر مشكلة انعدام الغاز اللازم لمواقد الخبز.
وتشير سيدة أخرى إلى أنها تنتظر منذ الساعة السابعة والنصف للحصول على ربطة خبر، بعدما تم إقفال معظم المخابز فيما هناك عدد آخر في طريقه إلى الإقفال.
سياسة تجويع ممنهجة
هي معاناة إنسانية برع الاحتلال في تعميقها ضمن سياسة تجويع ينتهجها في قطاع غزة، على مدار 16 شهرًا.
وما يزيدها شدة هو قطع الكهرباء والغذاء والوقود والدواء، مع تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد لقي وقف الإمددات إدانات وانتقادات دولية، حيث دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى رفع الحصار المفروض على المساعدات.
كما أدانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا بشكل مشترك حصار المساعدات، مؤكدة أن وصولها إلى القطاع غير قابل للتفاوض بموجب القانون الدولي.
الاحتلال يمنع دخول المساعدات إلى غزة
وأدى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى رفع أسعار السلع الأساسية في القطاع بشكل كبير؛ وهو أمر أكده أيضًا مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، بقوله إن أسعار الخضراوات والدقيق ارتفعت كثيرًا بعد إغلاق معابر القطاع.
وبسبب وقف الاحتلال إدخال المساعدات، أعادت الشاحنات المحملة بالمساعدات حمولتها غير المسلّمة.
ولم تتمكن لجنة الإنقاذ الدولية من إدخال حمولة من الأدوية والإمدادات الطبية بزنة تقدر بسبعة أطنان إلى غزة، حيث ما زالت في انتظار إعادة فتح المعابر وسماح تل أبيب بدخولها.
وخلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، لم يلتزم الاحتلال بالبروتوكول الإنساني، فلم يسمح بدخول المساعدات بالكميات الكافية، ولم يدخل الخيم والبيوت المتنقلة لعدد كبير من السكان الذين دمرت آلته العسكرية منازلهم.