أعلن الجيش اللبناني أنه حدد الموقع الذي أطلق منه الصاروخان صباح الجمعة باتجاه إسرائيل، ما تسبب خصوصًا في تنفيذ الاحتلال غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال الجيش في بيان: “تمكن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة (قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني)، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها”.
وأوضح مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس -اشترط عدم كشف اسمه- أن الموقع يبعد 15 مترًا فقط من نهر الليطاني الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
“ذرائع إسرائيلية”
واستنكر البيان استهداف إسرائيل مناطقة مختلفة في الأراضي اللبنانية قائلًا: “العدو الإسرائيلي صعّد اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأضاف: “فاستهدف العدو مناطق مختلفة في الجنوب وصولًا إلى بيروت في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وتعليقًا على القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية قال الصحفي اللبناني أمين قمورية إن ما حدث ليس مفاجئًا، قياسًا على ما حدث من تطور للأحداث في غزة وعودة الحرب إليها، مضيفًا أنه لا يستبعد عودة الأحداث والأوضاع الخطرة إلى لبنان مجددًا.
وأشار الصحفي اللبناني في حديثه إلى التلفزيون لعربي من بيروت إلى أن العمليات والاعتداءات الإسرائيلية تهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن كلمة الفصل لا تزال بيد إسرائيل على الأرض وفي الجو، وأن كل أشكال المقاومة مرفوضة.
وأضاف أيضًا أنه ليست من مصلحة إسرائيل أن ترى الدول المجاورة لها تستقر، وأن لبنان يشكل منافسًا جديًا لإسرائيل في حال قامت الدولة اللبنانية من جديد، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تريد دولة في لبنان كما لا تريد حدودًا بينها وبين دول جوارها، وهذا ما هو واقع الآن، على حد تعبيره.
“حزب الله ليس لديه دوافع لقصف إسرائيل”
وعن هوية منفذ عملية إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، استبعد قمورية أن يكون حزب الله وراء العملية، منوها أن الحزب ليس لديه أي دوافع تدفعه للقيام بذلك، “لأنه يدرك معاني اللعبة الإسرائيلية، كما أنه في موقف المنتظر الآن، ويراهن على أن الدولة اللبنانية لن تستطيع تحرير الأرض اللبنانية”.
وفي وقت سابق الجمعة، شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على مناطق واسعة في جنوب لبنان إضافة لغارة استهدفت مبنى في ضاحية بيروت الجنوبية للمرة الأولى منذ نوفمبر /تشرين الثاني 2024.
جاء ذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق قذيفتين صاروخيتين من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، في واقعة نفى “حزب الله” مسؤوليته عنها، وأكد التزامه بالاتفاق. وفي السياق، ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان أنه “يهاجم أهدافًا لمنظمة حزب الله في جنوب لبنان”.
وتواصل إسرائيل استهدافها جنوب لبنان؛ بذريعة مهاجمة أهداف لـ”حزب الله”، رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر 2024.
ومنذ بدء سريان اتفاق لوقف النار، ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف خرقا له، ما خلّف 109 شهداء و343 جريحًا على الأقل، استنادًا إلى بيانات رسمية.