التقى شقيقان توأمان فلسطينيان بعد عدوان إسرائيلي واسع على قطاع غزة استمر 15 شهرًا، وأسفر عن عشرات آلاف الشهداء ودمار هائل.
وحصد مقطع مصوّر لعناق اختلطت فيه السعادة بالدموع للتوأم، وسط حشود العائدين إلى ديارهم قبل أسبوع من مخيمات النازحين، مشاهدات واسعة في جميع أنحاء العالم.
وكابد إبراهيم ومحمود آلام الفقد وأهوال العدوان التي ألقت بظلالها حتى على فرحة اللقاء.
وقال محمود، أحد التوأمين (30 عامًا) متحدثًا عن تجربتهما بعد أيام في مقطع مصور حصلت عليه “رويترز”: “الروح رجعت للقلب. لا أصدق أني وجدت شقيقي”.
افتراق بسبب العدوان
وافترق التوأمان في منطقة جباليا شمال غزة في وقت مبكر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال قد أجبر سكان شمال غزة على النزوح إلى الجنوب، ومنعهم من العودة حتى الأسبوع الماضي، حيث سُمح بالعودة ضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وانتهى المطاف بإبراهيم في الجنوب، بينما ظل محمود في الشمال.
وحين وصلت الأخبار في وقت متأخر من إحدى الليالي بأنه يمكنه العودة إلى جباليا، اتصل إبراهيم بمحمود الذي ارتدى ملابسه بسرعة وهرع إلى نقطة الالتقاء على الطريق الرئيسي المؤدي إلى شمال غزة.
فرحة لقاء بعد توقف العدوان على قطاع غزة- رويترز
وقال محمود في المقطع المصور الذي حصلت عليه رويترز: “تخيل.. ست ساعات وأنا أقف على قدمَي. أنظر هنا وهناك وأقول: أين أخي إبراهيم؟”.
وقال محمود إن القادمين من الجنوب كانوا يخلطون بينه وبين شقيقه، وكانوا يستغربون وصوله إلى الشمال بهذه السرعة. ثم كانوا يطلبون منه الانتظار لفترة أطول لأن إبراهيم كان يسافر مع بناته الست الصغيرات، وكان عليه أن يسير ببطء.
وقال وهو يصف لحظة لم شملهما: “نادى عليّ (قائلًا) محمود. وجريت بسرعة هائلة وأخذته في حضني. ولم أكن أنوي تركه”.
وقال التوأمان وأسرتاهما، بعد أن اجتمعا مرة أخرى، إنهم يقضون وقتهم في البحث وسط أنقاض منزل العائلة الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وأسفرت عن استشهاد إحدى بنات إبراهيم وإصابة أخرى في رأسها وساقيها.
ولم يرغب إبراهيم في التوجه جنوبًا، لكن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تحركت نحو المستشفى الإندونيسي شمال غزة أثناء وجوده هناك مع عائلته، فقام الهلال الأحمر بنقلهم جميعًا إلى مستشفى أكبر في الجنوب حيث كان العلاج أفضل.
وواجه إبراهيم وأسرته ظروفًا صعبة في الجنوب، بدون منزل أو ممتلكات، وانقطعت الاتصالات لمدة أربعة أشهر تقريبًا.
وقال محمود: “في واحدة من المراحل أتى علينا وقت لم نجد فيه وسيلة اتصال لمدة أربعة شهور. وطوال هذه الفترة انهارت نفسيتي وفقدت الكثير من وزني”.
ولكن أخيرًا، جلس التوأمان معًا مرة أخرى في المساء أمام النار بجوار أنقاض منزلهما، ينضجان الخبز وحولهما أطفالهما ينظرون في سرور.