انطلق اليوم الأحد في العاصمة السعودية الرياض، الاجتماع العربي والدولي الموسّع والمخصّص لمناقشة العملية الانتقالية في سوريا وتنسيق الدعم الدولي للشعب السوري، في مسعى يهدف إلى تحقيق الاستقرار بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ويُعدّ هذا أول اجتماع عربي دولي يُشارك فيه وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، منذ توليه منصبه.
وأفادت مراسلة التلفزيون العربي هديل نمّاس، بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة عربية ودولية في اجتماع الرياض، بينهم سوريا وتركيا والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، والعراق ولبنان والأردن ومصر وبريطانيا وألمانيا، في حين ستُشارك الولايات المتحدة وإيطاليا على مستوى نائب وزير الخارجية.
وأكد رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال الاجتماع دعم الدوحة الكامل لوحدة الشعب السوري، مشدّدًا على أهمية إعادة بناء سوريا ووحدة أراضيها.
بدوره، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ بلاده مستعدة للقيام بدورها من أجل تسهيل “الطريق الصعب” أمام الشعب السوري.
واعتبر فيدان في كلمة خلال الاجتماع، أنّ حضور الشيباني هذا الاجتماع يُعتبر “لحظة فارقة وتاريخية”، مشدّدًا على أنّ الدول الإقليمية تتحمّل المسؤولية الكبرى في توجيه التطورات في سوريا نحو الاتجاه الصحيح.
وأكد أنّ الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا يجب أن يظل المحور الرئيسي.
50 مليون يورو مساعدات
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحافيين، إنّ برلين اقترحت “نهجًا ذكيًا” للعقوبات حتى يتسنّى للشعب السوري الشعور بانفراجة بعض الشيء.
وأضافت بيربوك: “يحتاج السوريون الآن إلى جني سريع للثمار من انتقال السلطة، ونُواصل مساعدة الذين ليس لديهم شيء في سوريا، كما فعلنا طوال سنوات الحرب الأهلية، وسنُقدّم 50 مليون يورو أخرى للمواد الغذائية والملاجئ الطارئة والرعاية الطبية”.
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، أنّ المناقشات في الرياض ستقودها الأطراف العربية، وستُركّز على الخطوات المقبلة التي يُمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لدعم السلطات الانتقالية السورية، بما يشمل آليات لمحاسبة نظام الأسد على ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري.
بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال توجّهها للمشاركة في اجتماع الرياض، إنّ الأولويات المحتملة لتخفيف العقوبات تشمل “العقوبات التي تعوق بناء الدولة، والوصول إلى الخدمات المصرفية وكل هذه الأشياء”.
وأضافت: “إذا رأينا أن التطورات تسير في الاتجاه الصحيح فنحن مستعدون لاتخاذ الخطوات التالية”، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك “خيار بديل”.
كما كشفت أنّ وزراء خارجية الاتحاد سيجتمعون في بروكسل في نهاية الشهر لمناقشة رفع العقوبات عن سوريا.
ويأتي اجتماع الرياض بعد اجتماع عقده كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بشأن سوريا في روما الخميس الماضي. كما يأتي استكمالًا لاجتماعات العقبة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وفي الأيام القليلة الماضية، دفعت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا من أجل تخفيف العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على سوريا، لكنّ القرار النهائي لن يأتي إلا من التكتل بأكمله.
كما أصدرت الولايات المتحدة الإثنين الماضي، إعفاءً من العقوبات على التحويلات المالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لستة أشهر، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية على سوريا.