تعرّضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل، جنوبي لبنان، ليلة أمس الأربعاء لقصف مدفعي إسرائيلي، في استمرار لخرق تل أبيب لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر أمس.
وأفادت مراسلة التلفزيون العربي، جويس الحاج خوري، بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بلدة يارون الحدودية بقذيفتين، مؤكدة أنّ أصوات المدفعية سُمعت بوضوح في مناطق القطاع الأوسط، جنوبي لبنان، صباح اليوم الخميس.
تحذيرات إسرائيلية لسكان 10 قرى لبنانية
وفي بيان له، حذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان 10 قرى لبنانية من العودة إلى منازلهم، وهي قرى: شبعا، الهبارية، ومرجعيون، وأرنون، ويحمر، والقنطرة، وشقرا، وبرعشيت، وياطر، والمنصوري.
وقال بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي: “جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم، ولذلك يُحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر. وكل من ينتقل جنوب هذا الخط يُعرّض نفسه للخطر”.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أمس، أنه قتل 6 أشخاص منذ بداية وقف إطلاق النار في لبنان، واعتقل 4 آخرين بعد أن دخلوا “منطقة محظورة” في جنوب لبنان، حيث يتمّ استجوابهم. كما أُصيب صحافيان بعدما أطلقت قوات إسرائيلية متمركز في بلدة الخيام اللبنانية الحدودية، النار تجاه مجموعة من الإعلاميين خلال متابعتهم عودة الأهالي والانسحاب الإسرائيلي من البلدة.
حزب الله: حققنا النصر
من جهته، أكد “حزب الله”، مساء أمس أنه سيتابع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، و”أيدي مقاتليه على الزناد”، مشددًا في بيان له على أن قواته تبقى على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو واعتداءاته.
جاء ذلك في بيان أصدره الحزب بعد نحو 17 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، والذي أنهى 14 شهرًا من معارك هي الأعنف بين الجانبين منذ حرب يوليو/ تموز 2006.
وفي أول بيان للحزب بعد دخول وقف النار حيز التطبيق، قال: “قواتنا ستبقى على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته”. وأضاف: “أَعيُن مقاتلينا ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد دفاعًا عن سيادة لبنان”.
واعتبر “حزب الله” أن قواته “تمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذي لم يستطع النيل من عزيمتها، وكانت الكلمة للميدان، الذي استطاع برجاله من إسقاط أهدافه وهزيمة جيشه”.
“حزب الله” أكد في بيانه، أيضًا، أن “القوات الإسرائيلية لم تفلح طوال العملية البرية في احتلال والتثبيت في أي بلدة من بلدات النسق الأول من الجبهة”. وأضاف: “كما لم تفلح (القوات الإسرائيلية) في إقامة منطقة عسكرية وأمنية عازلة كما كان يأمل العدو، ولم تتمكن كذلك من إحباط إطلاق الصواريخ والمسيرات على الداخل المحتل”.
واعتبر أن “المرحلة الثانية من العملية البرية لم تكن إلا إعلانًا سياسيًا وإعلاميًا؛ إذ لم يتمكن العدو من التقدم إلى بلدات النسق الثاني من الجبهة.
وفي رده على ما تقوله إسرائيل بشأن تمكنها عبر الاتفاق الحالي من فصل دعم وإسناد “حزب الله” لغزة، تعهد الحزب في بيانه، بأن “يستمر في الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، التي ستبقى عنوانًا وطريقًا للأجيال الحالمة بالحرية والتحرير”، دون تقديم توضيحات في هذا الخصوص.
عودة النازحين
واستمرت منذ الأربعاء عودة آلاف اللبنانيين إلى مناطقهم وبلداتهم في أنحاء مختلفة من البلاد، بعد سريان اتفاق لوقف إطلاق النار، كما شهد الخط الساحلي بين بيروت والجنوب زحمة سير وسيارات وحافلات صغيرة محمّلة بفرش النوم وأكياس وحقائب وناس تتجّه جنوبًا. وبدت معالم الفرح على وجوه العائدين، ورفع بعضهم شارة النصر أو قبضاتهم احتفالًا، وأطلق آخرون أبواق السيارات.
وبموجب بنود الاتفاق، بدأ الجيش اللبناني تعزيز وجوده في جنوب البلاد، واتجهت ألوية تابعة للجيش مع مركبات مصفحة وعناصر وشاحنات لتعبر جسر نهر الليطاني في جنوب لبنان صباحًا.
ورحّبت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) بوقف إطلاق النار، لافتة إلى أنها بدأت بـ”تعديل” عملياتها بما يتلاءم مع “الوضع الجديد” في المنطقة.
وأكّد النائب حسن فضل الله المنتمي إلى كتلة حزب الله أن هناك “تعاونًا كاملًا” مع الدولة اللبنانية لتعزيز انتشار الجيش في جنوب البلاد، مضيفًا أن “لا سلاح ظاهرًا” أو “قواعد” للحزب هناك.
وقال فضل الله ردًّا على سؤال لوكالة فرانس برس، عن انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني، إن الأمر “مرتبط بإجراءات الدولة اللبنانية وتعزيز انتشار الجيش”.