شهدت مدينة سان بطرسبرغ الروسي، أمس الجمعة، بيع سجن شهير بالمدينة بمزاد علني، وهو سجن سبق أن احتُجز داخله ثوار ومعارضون.
ويقع المجمع المبني من الطوب الأحمر، ويحمل اسم “كريستي” (“الصليب”)، وسط سان بطرسبرغ، العاصمة السابقة للإمبراطورية. وبيع بأكثر من 1,1 مليار روبل (أكثر من 12,56 مليون دولار) لشركة التطوير العقارية الروسية “كاي في سي”، بحسب الموقع الرسمي للمزادات التابع للدولة.
ووعدت “كاي في سي” في بيان يوم أمس، بإضفاء “حياة جديدة” على المبنى، من خلال إنشاء متحف “سيحتفظ بذاكرة كريستي وتاريخه”، وفندق ومطاعم ومعارض، مشيرة إلى أنه سيكون “أحد أكثر مشاريع البناء طموحًا في سانت بطرسبرغ”.
شبكة السلالم داخل السجن التاريخي- غيتي
وفازت “كاي في اس” بالمزاد على حساب المجموعة الإعلامية الروسية “بي إم آي” التابعة ليفغيني فينكلشتين، والتي كانت تريد إنشاء متحف “الخير والشر” وتخصيص مساحة للمهرجانات الفنية.
سجن تاريخي
وبُني سجن “كريستي” على ضفة نهر نيفا في نهاية القرن التاسع عشر، وقد سُجن داخل جدرانه عدد من الشخصيات التاريخية، بينها ليون تروتسكي، والمارشال السوفياتي كونستانتين روكوسوفسكي، والشاعران جوزف برودسكي وأوسيب ماندلشتام، والمؤرخ ليف غوميليف نجل الشاعرة أنّا أخماتوفا.
وكان السجن مصممًا ليكون أكبر وأحدث منشأة انفرادية في أوروبا مع 999 زنزانة فردية.
وقبل الثورة البولشفية في عام 1917، كان يضم معارضي الدولة القيصرية، وأصبح بعد تلك الثورة سجنًا لخصوم البولشفية، خاصة خلال عهد الزعيم التاريخ جوزيف ستالين في ثلاثينييات القرن الماضي، عندما كانت زنزاناته مليئة بضيوف القمع السياسي.
في عام 2013، احتُجز ناشطون من منظمة “غرينبيس” البيئية في “كريستي” لأكثر من أسبوع، بعد احتجاجهم على منصة نفطية في القطب الشمالي.
ولاستبدال “كريستي”، تم سنة 2017 بناء سجن “كريستي -2” في ضواحي سانت بطرسبرغ. وتم تقديمه على أنه “الأكبر في أوروبا” وقد شُيّد على قطعة أرض تبلغ مساحتها 35 هكتارًا.