إلى جانب عوامل مثل التدخين والصحة البدنية العامة، يمكن أن يؤثر النظام الغذائي ونمط الحياة على مستويات الالتهاب في جسم الإنسان، وفق موقع “هيلث” المتخصص في أخبار الصحة والتغذية.
وفي حين أن بعض الأطعمة لها تأثيرات مضادة للالتهابات، يمكن للبعض الآخر أن يعززها، ويزيد من خطر الإصابة بالحالات الالتهابية.
ما هو الالتهاب؟
يُعرف الالتهاب على أنه استجابة الجهاز المناعي لـ”مهيج”، أو إصابة أو عدوى، وفق موقع “هيلث”.
ويُعد الالتهاب قصير المدى جزءًا طبيعيًا وضروريًا في دفاع جسم الإنسان ضد الإصابة والعدوى.
لكن يمكن أن يسبب الالتهاب المزمن و”طويل الأمد” أضرارًا في جسم الإنسان مع مرور الوقت. وهو إلى ذلك، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية الخطيرة، بما في ذلك بعض أنواع السرطان وأمراض القلب.
ومن بين الأطعمة التي يمكن أن تسبب الالتهابات، بحسب موقع “هيلث”:
الأطعمة والمشروبات السكرية
يمكن أن تسبب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف، مثل الصودا والحلوى والآيس كريم، الالتهاب.
ويؤدي تناول كميات كبيرة من السكر المضاف إلى تفاقم الالتهاب عن طريق تحفيز خلل التوازن المعوي وتحفيز المسارات المسببة للالتهابات في الجسم.
ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر المضاف بالعديد من الأمراض الالتهابية – غيتي
ويشير خلل التوازن المعوي إلى فقدان الكائنات الحية الدقيقة المفيدة، والنمو المفرط للكائنات الحية الدقيقة التي لديها القدرة على الإضرار بالصحة.
وترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر المضاف بالعديد من الأمراض الالتهابية، بما في ذلك أمراض القلب والسمنة والكبد الدهني.
الوجبات السريعة
بحسب موقع “هيلث”، إن الإفراط في تناول الوجبات السريعة قد يضر بالصحة العامة ويسبب زيادة الوزن والالتهابات.
وتساهم المكونات الموجودة في الوجبات السريعة، مثل اللحوم المصنعة والحبوب المكررة (الحبوب التي تُزال منها البذور والنخالة) والسكر والملح المضاف، في حدوث الالتهابات.
الإفراط في تناول الوجبات السريعة قد يضر بالصحة العامة – غيتي
ويرتبط تناول كميات كبيرة من الملح أيضًا بحالات التهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (RA). وقد يسبب أيضًا تصلب الشرايين (تراكم اللويحات في الشرايين)، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
اللحوم الحمراء والمصنعة
تعتبر اللحوم الحمراء والمصنعة، مثل شرائح اللحم المشوية ولحم الخنزير المقدد (المجفف) والهوت دوغ، من الأطعمة المسببة للالتهابات.
وقد يؤدي تناول اللحوم الحمراء والمصنعة بانتظام إلى زيادة مستويات البروتينات الالتهابية والمركبات الأخرى المرتبطة بالالتهاب المزمن.
ويؤدي تناول اللحوم الحمراء والمصنعة أيضًا إلى زيادة مستويات ثلاثي ميثيل أمين-N-أكسيد (TMAO) في الدم، وهو مركب تنتجه بكتيريا الأمعاء ويرتبط بالالتهابات وحالات مثل أمراض القلب.
الأطعمة المقلية
من جانبها، تحتوي الأطعمة المقلية، مثل البطاطس المقلية والدجاج المقلي على نسبة عالية من المركبات، التي تسمى منتجات الغليكوزيل المتقدمة (AGES)، حيث يتم إنشاؤها من خلال التفاعلات بين السكريات والبروتينات أو الدهون.
ويؤدي النظام الغذائي الغني بـAGES إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي الذي يساهم في الالتهاب وتلف الخلايا.
وترتبط AGEs بالشيخوخة المتسارعة بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية الناجمة عن الالتهاب، مثل مرض السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
الأطعمة المعلبة والجاهزة
إلى ذلك، تحتوي الأطعمة المعلبة والجاهزة فائقة المعالجة، مثل رقائق البطاطس والمقرمشات والعشاء المجمد والمخبوزات السكرية، على مكونات تسبب الالتهاب.
وغالبًا ما تحتوي هذه الأطعمة على نسبة عالية من السكر المضاف والصوديوم، وكلها مرتبطة بزيادة الالتهاب، خاصة عند تناولها بكميات زائدة.
الأطعمة والمكونات الغنية بدهون أوميغا 6
يتم تصنيع العديد من الأطعمة شديدة المعالجة باستخدام زيوت غنية بدهون أوميغا 6، مثل زيت فول الصويا وزيت الكانولا.
ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث بشأن هذا الأمر، فإن هذه الزيوت تميل إلى أن تكون أكثر تحفيزًا للالتهابات في الجسم، في حين أن دهون أوميغا 3، الموجودة في أطعمة مثل الأسماك الدهنية، مضادة للالتهابات.
تميل هذه الزيوت إلى أن تكون أكثر تحفيزًا للالتهابات في الجسم – غيتي
وعلى الرغم من أن دهون أوميغا 6 ضرورية للصحة، فإن معظم الأنظمة الغذائية الحديثة تحتوي على نسبة عالية جدًا من دهون أوميغا 6 ونسبة منخفضة جدًا من دهون أوميغا 3.
وقد يؤدي هذا الخلل إلى الالتهاب ويزيد من خطر الإصابة بأمراض صحية ناتجة عن الالتهاب مثل أمراض القلب والسكري من النوع 2.
الأطعمة الغنية بالملح المضاف
بحسب موقع “هيلث”، فإن تناول الأطعمة الغنية بالملح مثل الوجبات السريعة ورقائق البطاطس والمقرمشات، وإضافة الكثير من الملح إلى الطعام يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الالتهاب وزيادة خطر الإصابة بحالات صحية التهابية.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول كميات كبيرة من الملح قد يساهم في تطور مرض التهاب الأمعاء (IBD) ويزيد من شدته.
ويؤثر الملح سلبًا على بكتيريا الأمعاء، مما يقلل من مستويات البكتيريا الواقية ويزيد من الالتهاب في الجهاز الهضمي.
الحبوب المكررة
ترتبط الحبوب المكررة ارتباطًا كبيرًا بزيادة الالتهاب، وفق موقع “هيلث”.
وقد يرتبط تناول الحبوب المكررة بارتفاع مستويات البروتين التفاعلي “سي”، الذي يعد مؤشرًا للالتهاب.
والحبوب المكررة تحتوي على ألياف أقل بكثير من الحبوب الكاملة، إذ تتمتع الألياف بخصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن تساعد في دعم تنظيم الالتهاب في الأمعاء، وفي منع زيادة الوزن، والحماية من الالتهاب المرتبط بالسمنة.
المُحليات الصناعية
تم ربط بعض المُحليات الصناعية، مثل الأسبارتام والسكرالوز، بالالتهابات، وفق ما ذكر موقع “هيلث”.
وتشير الأدلة إلى أن تناول المُحليات الصناعية، مثل الأسبارتام، قد يؤدي إلى تغييرات سلبية في بكتيريا الأمعاء ويعزز بيئة مسببة للالتهابات في الجهاز الهضمي.
تم ربط بعض المُحليات الصناعية بحدوث الالتهابات – غيتي
الكحول
يؤثر الكحول على جسم الإنسان بشكل سلبي، فهو يتلف الأنسجة، مما يؤدي إلى الالتهاب.
كما يزيد شرب الكحول من إنتاج البروتينات المسببة للالتهابات.
ومع الشرب لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات البروتينات إلى تلف أعضاء مثل الكبد، ويؤدي إلى مرض الكبد الكحولي (ALD).
ويعد اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات أحد أفضل الطرق لمكافحة الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الناجمة عنها، مثل بعض أنواع السرطان وأمراض القلب.
ويتكون النظام الغذائي المضاد للالتهابات من الأطعمة المعروفة بأنها غنية بالمركبات المضادة للالتهابات، مثل الفواكه والخضروات والبروتين الخالي من الدهون والمكسرات والبذور والدهون الصحية.
وتظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالأطعمة المضادة للالتهابات، مثل النظام الغذائي المتوسطي، أقل عرضة للإصابة بالأمراض الالتهابية.