خلص تحقيق للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.
وتوصلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن السلطات الإسرائيلية “دمّرت جزئيًا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية، ما يرقى إلى فئتين من أعمال الإبادة”، فيما ردّت بعثة إسرائيل في جنيف بالقول: إنها “ترفض بشكل قاطع” الاتهامات.
وتعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية هذه الجريمة على أنها أي أفعال ارتُكبت بنيّة تدمير مجموعة وطنية، أو عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيًا.
وقائع وشواهد
وأفاد التحقيق بأن إسرائيل تورطت في اثنين من خمسة أفعال تعرفها اتفاقية الأمم المتحدة على أنها إبادة جماعية، مشيرًا إلى أن تل أبيب كانت “تتسبب عمدًا بظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة للتسبب بتدميرها بدنيًا” و”تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة”.
وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي في بيان: إن “هذه الانتهاكات لم تتسبب بإيذاء بدني ونفسي شديد مباشر للنساء والفتيات فحسب، بل أدت كذلك إلى تداعيات طويلة الأمد لا يمكن إصلاحها على الصحة النفسية، والإنجابية وفرص الخصوبة للفلسطينيين كمجموعة”.
وذكرت اللجنة أن الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة بالإضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات بين الأمهات بسبب تقييد الوصول لإمدادات طبية يصل إلى حد جريمة الإبادة وهي من الجرائم ضد الإنسانية.
واتهم التقرير القوات الإسرائيلية باستخدام التعرية العلنية القسرية والاعتداء الجنسي في إطار الإجراءات الاعتيادية لتنفيذ العمليات لمعاقبة الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأسس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكوّنة من ثلاثة أشخاص في مايو/ أيار 2021، للتحقيق في الانتهاكات المفترضة للقانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أصدرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” الفلسطيني، تقريرًا صادمًا كشف تعمد الاحتلال الإسرائيلي اتباع إستراتيجية “قطع النسل” خلال عدوانه على غزة.
استهداف الأجنة
وجاء إصدار هذه الورقة لتسليط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل مستهدفة قطع نسل الفلسطينيين في حربها على غزة، وفرض “تدابير تحول دون الإنجاب”، بما في ذلك عبر قتل النساء الحوامل، وقتل الأطفال، وتدمير المراكز الصحية، والتجويع، وتحويل قطاع غزة مكانًا غير قابل للحياة.
وأضاء التقرير على استهداف إسرائيل لمركز الإخصاب وأطفال الأنابيب، خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والذي قضى على أكثر من 4 آلاف من أجنة أطفال الأنابيب.
وقال مدير مركز “البسمة”، الذي استهدف في الضربة الإسرائيلية: إن نصف الأزواج على الأقل ممن فقدوا عينات خاصة بهم لن يكون بمقدورهم الإنجاب مرة أخرى.
يذكر أن إسرائيل ارتكبت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/ تشرين الثاني إصدار مذكرتَي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن المقال يوآف غالانت.