قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وهي الخطوة الأحدث في سلسلة من الأمور التي كان من الممكن أن تُنتزع من قائمة رغبات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشخصية، بحسب تقرير لموقع «أكسيوس».
يفكر ترمب أيضاً في تخفيف العقوبات عن موسكو، ويلمح إلى تغيير النظام في كييف. تأتي هذه السلسلة من التصرفات الودية تجاه بوتين في الوقت الذي يسعى فيه إلى تعزيز السلام في أوكرانيا وتحسين العلاقات بين القوى العظمى المسلحة نووياً.
لكن معاملته لبوتين كشريك والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كعدو دقت ناقوس الخطر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وحتى بعض الجمهوريين، بحسب التقرير.
قال مسؤول في البيت الأبيض لموقع «أكسيوس» ليلة الاثنين إن ترمب أوقف جميع شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا لأنه «يركز على السلام» ويجب على أوكرانيا «الالتزام بهذا الهدف أيضاً».
وأكد ترمب للصحافيين في وقت سابق من يوم الاثنين أنه يعتقد أن روسيا تريد السلام، لكن «ربما لا يريد شخص ما عقد صفقة» – في إشارة واضحة إلى زيلينسكي.
من جانبه، قال الكرملين يوم الأحد إن نهج السياسة الخارجية الأميركية «المتغير بسرعة يتوافق إلى حد كبير مع رؤيتنا».
واتخذ ترمب ما لا يقل عن خمس خطوات صديقة تجاه موسكو في الأسبوعين الماضيين فقط، وهي:
1- طلب البيت الأبيض من وزارتي الخزانة والخارجية تحديد العقوبات المفروضة على روسيا والتي يمكن تخفيفها كجزء من عملية تحسين العلاقات، حسبما ذكرت «رويترز».
لم ينكر ترمب ذلك يوم الاثنين، وقال للصحافيين: «نريد عقد صفقات مع الجميع».
2- أفادت التقارير بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث أمر القيادة السيبرانية الأميركية بتعليق العمليات السيبرانية والمعلوماتية الهجومية ضد روسيا.
وقال مسؤولون لصحيفة «واشنطن بوست» إن التعليق من المفترض أن يستمر ما دامت المفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة.
3- دعا ترمب إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا، واقترح هو وحلفاؤه بعد الخلاف في المكتب البيضاوي أن زيلينسكي قد يحتاج إلى الرحيل.
كان تغيير النظام في كييف أحد الأهداف الأصلية لبوتين للغزو.
ومع ذلك، فإن تعليقات ترمب التي تندد بزيلينسكي أضعفت موقف الزعيم الذي سعى الكرملين منذ فترة طويلة إلى تشويه سمعته دولياً.
وكانت أوكرانيا تحت الأحكام العرفية منذ بدء الغزو، ولا يسمح دستورها بإجراء انتخابات في مثل هذا السيناريو.
4- صوتت الولايات المتحدة مع روسيا و16 دولة أخرى لمعارضة قرار الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الذي أدان «عدوان» روسيا في أوكرانيا.
استخدمت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن مثل هذه الأصوات مراراً وتكراراً لتصوير روسيا كدولة منبوذة. هذه المرة، صوتت الولايات المتحدة مع موسكو وضد جميع حلفائها الغربيين تقريباً.
5- تعليق شحنات الأسلحة – التي أبطأتها إدارة ترمب بالفعل بشكل كبير – هو أحدث خطوة دراماتيكية.
قال زيلينسكي الشهر الماضي إن أوكرانيا لديها «فرصة ضئيلة للبقاء» من دون الدعم العسكري الأميركي.
كما ناقش ترمب وفريقه ما إذا كان ينبغي الحد من التعاون الاستخباراتي الأميركي مع أوكرانيا.
من الجدير بالذكر أن تقارب ترمب من بوتين ليس ظاهرة جديدة. فقد طاردت التحقيقات في علاقات الرئيس بروسيا أغلب فترات ولايته الأولى.