على وقع تكثيف الضربات الروسية، أمرت السلطات الأوكرانية بإجلاء العائلات التي تضم أطفالًا من 16 بلدة في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف الخميس.
وأوضح حاكم المنطقة الحدودية مع روسيا عبر تطبيق “تلغرام” أنه “ينبغي إجلاء 267 طفلًا وعائلاتهم من 16 منطقة” قريبة من خط الجبهة. وقد قُتلت امرأة تبلغ 54 عامًا في المنطقة الخميس، نتيجة طائرة مسيّرة متفجرة، بحسب الحاكم.
واحتلت القوات الروسية مدينة كوبيانسك في أيام الهجوم الروسي الأولى، ثم استعادها الجيش الأوكراني بهجوم مضاد خاطف في خريف العام 2022. وكانت المدينة تضم 24 ألف نسمة قبل بدء الحرب المستمرة منذ حوالى ثلاث سنوات.
تحديات في دونيتسك الشرقية
وتعتبر هذه المنطقة مركزًا مهمًا للسكك الحديد، ويعبرها نهر أوسكيل الذي أصبح خط مواجهة بين القوات الروسية والأوكرانية. وتمكنت القوات الروسية من إنشاء رأس جسر على الضفة الغربية للنهر من خلال عبوره في شمال المدينة في مطلع يناير/ كانون الثاني.
وتواجه قوات كييف أيضًا صعوبات في منطقة دونيتسك الشرقية، وخصوصًا حول مدينة بوكروفسك التي تعتبر مركزًا لوجستيًا مهمًا للجيش الأوكراني، والغنية بالفحم.
وبات الجيش الروسي حاليًا على بعد بضعة كيلومترات من بوكروفسك، حيث يحتل الطرفين الجنوبي والشرقي للمدينة، كما يتقدم غربًا نحو منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة وعاصمتها دنيبرو.
محادثات لنشر فرق عسكرية أجنبية
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية الخميس إن محادثات كييف مع حلفائها بشأن احتمال نشر فرق عسكرية أجنبية لتشكل ضمانًا أمنيًا في أوكرانيا لا تزال في مراحلها المبكرة ولم تركز على أعداد محددة.
وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على ضمانات أمنية من حلفائها كجزء من أي اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب المستمرة لما يقرب من ثلاث سنوات منذ بداية الهجوم الروسي.
تعرضت بوكروفسك في دونيتسك الشرقية لهجوم روسي- رويترز
وكان الرئيس فولوديمير زيلينسكي قد قال يوم الثلاثاء إن هذه الضمانات قد تشمل نشر ما لا يقل عن 200 ألف من قوات حفظ السلام الأوروبية. وفي مقابلة بعد ذلك مع وكالة “بلومبرغ” أكّد أن هذا العدد سيعتمد على قوام الجيش الأوكراني، قائلًا إن كييف لا تريد تقليص قوام الجيش في إطار أي اتفاق. ويبلغ قوام القوات المسلحة الأوكرانية حاليًا نحو 800 ألف فرد.
ورفضت روسيا اليوم الخميس فكرة إرسال دول حلف شمال الأطلسي قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار في الحرب، قائلة إن هذا التحرك سيهدد بإحداث “تصعيد خارج عن السيطرة”.
انفتاح روسي للحوار مع ترمب
وسعى طرفا الحرب إلى تحسين أوضاعهما قبل عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع إلى البيت الأبيض. وتقول روسيا إنها منفتحة على الحوار مع ترمب الذي ذكر أنه يعتزم الإسراع في إنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي، الذي يسعى إلى عقد اجتماع مع ترمب، يوم الثلاثاء إن قوات حفظ السلام الأوروبية البالغة 200 ألف فرد ستكون ضرورية لمنع أي هجوم روسي جديد بعد التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومن جهته، قال ترمب إنه يرى علاقة جيدة جدًا بين الولايات المتحدة والصين، وإنه يأمل أن تساعد الصين في إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا.
كما أكّد أن يرغب بالاجتماع ببوتين على الفور، لافتًا إلى أن زيلينسكي أبلغه بأنه مستعد لإبرام اتفاق.