أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أن تقليص دول منها الولايات المتحدة للتمويل المخصص لمشروعات الصحة العالمية المنقذة للحياة، قد يعرض للخطر برامج التطعيمات التي تحمي الأطفال والبالغين من أمراض قاتلة.
وأضافت المنظمة أن التغييرات المفاجئة في الآونة الأخيرة في ميزانيات المانحين وقدراتهم في مجال الصحة العالمية، فرضت ضغوطًا شديدة على جميع المستويات، على برامج التطعيمات، وخاصة على جهود الوقاية من الحصبة.
الحصبة في الولايات المتحدة
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الهواء، ومن أعراضه الحمى والطفح الجلدي. وتقول منظمة الصحة العالمية إن المرض ما زال سببًا رئيسيًا لوفاة الأطفال على مستوى العالم.
وأفضل حماية ضد الحصبة هو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، لأنه لا يوجد علاج محدد بعد للإصابة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتلقي جرعتين من لقاح الحصبة لجميع الأطفال.
وتواجه الولايات المتحدة حاليًا واحدة من أكبر موجات تفشي مرض الحصبة التي شهدتها خلال العقد الأخير، بعد ظهور أكثر من 300 حالة منذ أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأذكى انخفاض معدلات التطعيمات في أجزاء من الولايات المتحدة تفشي المرض، لأن الآباء جرى تضليلهم بأن ضرر مثل هذه اللقاحات أكبر من نفعها.
وقالت كيت أوبراين، مديرة قسم التطعيمات بمنظمة الصحة العالمية، إن التراجع في عمليات التطعيم يرجع في جانب منه إلى “المخاوف التي أشاعها الناس بمعلومات مغلوطة بشأن لقاح الحصبة، مما أوجد بيئة تظهر فيها حالات الحصبة مرة أخرى في أماكن من العالم كانت قضت بالفعل على الحصبة”.
وقلّل وزير الصحة الأميركي روبرت كنيدي في البداية من أهمية الأخبار التي تحدثت عن وفاة طفل في سن المدرسة بسبب الحصبة في تكساس، في أول حالة وفاة من هذا النوع منذ عشر سنوات. وقال إن مثل هذه الحالات أمر عادي، ولم يشِر إلى دور التطعيمات في الوقاية من الحصبة.
وقال أيضًا في مقال رأي موجه للآباء نشره على فوكس نيوز: إن التطعيمات خيار شخصي وحثهم على استشارة أطبائهم.
وكان روبرت كينيدي جونيور قد أدلى في الماضي بالعديد من التصريحات المضللة بشأن سلامة لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (الحميراء). كما قلّل من أهمية الوباء، مؤكّدًا أن هذه المواسم السنوية “ليست غير عادية”.