دعت فلسطين أمس الإثنين إلى تحقيق أممي في “جرائم إعدام الأسرى” بسجون الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من “تصعيد خطير” وغير مسبوق بحقهم.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك “استشهاد المعتقل مصعب هاني هنية (35 عامًا) من غزة، في سجون الاحتلال في تاريخ الخامس من يناير/ كانون الثاني 2025”.
وقالت المؤسستان: إن “الشهيد هنية اُعتقل من مدينة حمد في خانيونس في تاريخ 3/3/2024، ولم يكن يعاني من أية مشاكل صحية تذكر قبل اعتقاله بحسب عائلته”.
وأوضحتا أنه “باستشهاد المعتقل هنية، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 59 شهيدًا، وهم فقط المعلومة هوياتهم بينهم على الأقل 38 من غزة”.
“جرائم إعدام الأسرى” بسجون الاحتلال
وبعد الإعلان عن ارتفاع عدد الشهداء في سجون الاحتلال، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان: إنها تنظر “بخطورة بالغة لتزايد أعداد الشهداء في صفوف الأسرى، خاصة من أبناء شعبنا في قطاع غزة.
واعتبرت ما يجري في السجون “تصعيدًا خطيرًا في عدوان الاحتلال وحملات التنكيل والتعذيب البشعة غير المسبوقة بحقهم، لا سيما ضد آلاف من الأسرى الذين لم تعلن سلطات الاحتلال عن أماكن وجودهم ومصيرهم”.
استشهاد الأسير مصعب هنية من غزة في سجون الاحتلال – وكالة الأنباء الفلسطينية
وطالبت بـ”تمكين لجنة التحقيق الأممية المستمرة المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان من القيام بمهامها والتحقيق في جرائم إعدام المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف”.
وأضافت الوزارة أنها “تتابع أوضاع الأسرى مع مكونات المجتمع الدولي والدول ذات العلاقة”، مطالبة “المنظمات والمؤسسات الإنسانية والقانونية الدولية بسرعة التدخل لحماية الأسرى وإجبار سلطات الاحتلال على الوفاء بالتزاماتها تجاههم”.
ووفق هيئة الأسرى ونادي الأسير “ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 296، بينما عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري”.
وأكدت المؤسستان أن ما يجري بحق الأسرى والمعتقلين “ما هو إلا وجه آخر لحرب الإبادة، والهدف منه هو تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام والاغتيال بحقّ الأسرى والمعتقلين”.
ووفق معطيات سابقة لنادي الأسير فإنه “ما يزال هناك أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وهذا العدد لا يشمل كل معتقلي غزة، حيث يواجه المئات منهم جريمة الإخفاء القسري”.
ومنذ 1967 وحتى نهاية عام 2022، بلغ عدد شهداء الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل 233، بحسب معطيات سابقة لنادي الأسير الفلسطيني.
وبين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، شنّت إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، لكن الاحتلال يتلكأ في تنفيذ ما اتُفق عليه.