بعد شهر على تكليف نواف سلام بتشكيلها، أبصرت الحكومة اللبنانية المؤلفة من 24 وزيرًا النور، بعد تذليل عقبة تسمية الوزير الشيعي الخامس من خارج الثنائي حركة أمل وحزب الله.
وتتألف الحكومة الجديدة في معظمها من شخصيات جديدة ومن أصحاب اختصاصٍ لا حزبيين، كما أكدت الرئاسة اللبنانية على موقع “إكس”، فيما تعهد رئيس الحكومة نواف سلام بأن تكون حكومة إصلاح وإنقاذ.
وتواجه الحكومة الحالية تحديات كبيرة؛ أبرزها الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد، وإعادة إعمار عشرات القرى التي دمرتها إسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان، إضافة إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية والقضائية المرتقبة.
تشكيل سريع والثنائي الشيعي يفقد “الثلث المعطل”
وكانت مدة تشكيل الحكومة في أقل من شهر الأسرع منذ سنوات، إذ كان التشكيل يستغرق في السنوات الماضية شهورًا طويلة، بسبب الخلافات السياسية والانقسامات الكبيرة في البلاد.
أما في المضمون، فجاء الوزير الشيعي الخامس وهو فادي مكي من خارج الثنائي “حركة أمل وحزب الله”، اللذين فقدا للمرة الأولى منذ عام 2008 الثلث المعطل.
كما برز خروج التيار الوطني الحر بزعامة النائب جبران باسيل للمرة الأولى منذ 2008 من الحكومة، إذ لم يمثل بأي وزير.
في غضون ذلك، حصل مقربون من القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع على 4 وزراء من بينهم وزير الخارجية ووزير الطاقة، وذلك في أعلى تمثيل للقوات منذ عام 2005.
أما المشاركة النسائية في الحكومة فكانت مرتفعة وبخمس وزارات؛ وهي التربية والبيئة والسياحة والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية.
نبذة عن أعضاء الحكومة الجديدة
- نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري: شغل مناصب وزارية في 4 حكومات متعاقبة بين عامي 2005 و2011، حيث تولى وزارات البيئة، والتنمية الإدارية، والثقافة، والإعلام، بالإضافة إلى وزارة الخارجية بالوكالة.
- وزير الدفاع ميشال منسى: ضابط متقاعد، عمل مفتشًا عامًا في وزارة الدفاع.
- وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي: القائم بالأعمال بالوكالة بسفارة لبنان في الأردن، حاصل على درجة خاصة في الإعلام والاتصال السياسي من المعهد الفرنسي للصحافة في جامعة باريس الثانية، وماجستير في العلوم السياسية والإدارية من جامعة القديس يوسف في بيروت.
- وزير الاتصالات شارل الحاج: الرئيس السابق “للمؤسسة المارونية للانتشار”، وهي مؤسسة غير حكومية تهدف إلى تعزيز العلاقة بين اللبنانيين المغتربين من الطائفة المارونية ووطنهم الأم، وتشجيعهم على الحفاظ على الهوية اللبنانية والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان.
- وزير الطاقة والمياه جوزيف صدي: رجل أعمال، والمدير الإداري السابق لشركة “بوز أند كومباني” في الشرق الأوسط.
- وزير الداخلية أحمد الحجار: عميد متقاعد في الجيش.
- وزير العدل عادل نصار: محامٍ ومستشار قانوني، وممثل سابق للبنان في لجنة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية لمدة 3 سنوات.
- وزير الثقافة غسان سلامة: أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون، ووزير الثقافة بين عامي 2000 و2003، كما شغل منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بين 2017 و2020.
- وزير الصناعة جو عيسى الخوري: خبير مالي، قاد أول برنامج لبناني لإصدار سندات يورو بوند وسندات قابلة للتحويل إلى أسهم، وشغل مناصب في مجالس إدارة مؤسسات في الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج.
- وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط: خبير بالأسواق المالية.
- وزير الزراعة نزار هاني: مدير محمية أرز الشوف (أكبر محمية طبيعية في لبنان)، وحاصل على دكتوراه في العلوم الزراعية.
- وزير الإعلام بول مرقص: محامٍ متخصص في الاستئناف، ورئيس “منظمة جوستيسيا للإنماء وحقوق الإنسان” (غير حكومية)، ورئيس لجنة الدراسات والشؤون المصرفية في نقابة المحامين في بيروت منذ عام 2015.
- وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني: الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة رسامني يونس للسيارات “ريمكو”.
- وزير المهجرين ووزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة: قيادي في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا.
- وزير العمل محمد حيدر: مدير قسم الطب النووي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
- وزير التنمية الإدارية فادي مكي: اقتصادي بارز ورائد في تطبيق الاقتصاد السلوكي على السياسات العامة في الشرق الأوسط، وشريك ومدير تنفيذي في شركة “بوسطن كونسلتينغ غروب” (BCG).
- وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين: جراح شرايين في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
- وزير المالية ياسين جابر: نائب سابق ووزير اقتصاد بين عامي 1996 و1998.
- وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي: أستاذة متخصصة في الإدارة والسياسة التعليمية والقيادة التربوية، وأستاذة مشاركة ورئيسة قسم في الجامعة الأميركية في بيروت.
- وزيرة البيئة تمارا الزين: رئيسة المجلس الوطني للبحوث العلمية، ولجنة العلوم في المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.
- وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان: أستاذة ورئيسة قسم العلاقات الدولية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، وأستاذة محاضرة في الجامعة الأميركية ببيروت.
- وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد: خبيرة أولى في مجال التنمية البشرية والحماية الاجتماعية في مكتب البنك الدولي في بيروت.
- وزيرة السياحة لورا الخازن لحود: مديرة مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المهرجانات الثقافية والفنية في لبنان.
وبعد صياغة الحكومة الجديدة بيانها الوزاري، يجب عليها أن تذهب إلى البرلمان لنيل الثقة.
يذكر أنه إثر فراغ رئاسي تجاوز عامين نتيجة خلافات سياسية، انتخب البرلمان في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي جوزيف عون رئيسًا للبلاد، بحصوله على دعم 99 نائبًا من أصل 128.
وبعد أيام من انتخابه، استدعى عون القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد نيله 84 صوتًا في البرلمان.