“لعبة الحبار” هو أحد أشهر المسلسلات في السنوات الأخيرة، من إنتاج “نتفليكس”، وقد شاهده الملايين من الأشخاص. ولم يكن المشاهدون فقط من يتابعونه، بل تأثروا به بشكل واسع وعميق.
وتدور أحداث المسلسل حول مئات اللاعبين الذين يعانون من ضائقة مالية ويخاطرون بحياتهم في سلسلة من الألعاب الطفولية المميتة من أجل فرصة الفوز بجائزة مالية كبيرة.
ففي الصين مثلًا، طرح مخبز تحديًا لصنع الحلويات في متجره، معتمدًا على فكرة المسلسل للاستفادة من شعبيته الهائلة، في حين أصبحت الأحذية الخفيفة البيضاء التي ترتديها شخصيات المسلسل أحدث صيحة بين الشباب، بفضل النجاح المبهر للمسلسل، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تكشف مدى تأثير هذا المسلسل على الجيل الحالي.
“لعبة الحبار” في مدرسة جزائرية
وفي الجزائر، انتشر هذا المشهد من داخل ساحات إحدى المدارس. وفي المدرسة العليا للتجارة، نظم طلاب لعبة تحاكي أحداث المسلسل الشهيرة “سكويد غايم”، حيث يركض الطلبة باتجاه الدمية الضَّخمة على أن يتوقفوا عن الحركة مباشرة عندما تستدير نحوهم.
انتشار تلك الصور ومقاطع الفيديو لتجربة لعبة الحبار داخل المدرسة، أثار تفاعلًا كبيرًا بين الجزائريين. البعض اعتبر اللعبة تخفيفًا لضغط الدراسة، في حين استنكر آخرون تحول فضاء المدارس وأروقة التعليم من مكان لطلب العلم إلى مساحات للعب واللهو المستلهم من المسلسلات.
“تدني في مستوى التربية”
فقد علق إسماعيل بالقول: “لم يقم الطلاب بشيء غير أخلاقي، لقد قاموا باللعب فقط”. أمّا ياسر كرس فيرى أن ما حدث ينم عن “تدني مستوى التربية في المدارس”، وفق قوله.
ويرى قيس أن محتوى المسلسل خطير بعض الشيء، لذلك يجب فرض رقابة بخصوص متابعته ومحاكاة أحداثه في المنزل وداخل أروقة التعليم.
ولم يصدر من المدرسة أي تعليق بخصوص الجدل الحاصل. وهذه ليست هذه المرة الأولى التي تجري فيها محاكاة لأحداث مسلسل لعبة الحبار داخل ساحات المدارس.
فعلى الرغم من تصنيف منصة “نتفليكس” محتوى المسلسل للناضجين، ما يعني أن العرض قد لا يكون مناسبًا للأعمار أقل من 17، فإنَّ منصات التواصل الاجتماعي احتوت على مقاطع تظهر أطفالًا في المستوى الابتدائي يحاكون ألعاب المسلسل داخل مدارسهم.
ويحدث هذا على الرغم من توصية مجلس مدينة سنترال بيد فور دشاير، جنوبيَّ إنكلترا الآباء قبل أعوام بمنع أطفالهم من مشاهدة مسلسل “لعبة الحبار” الشهير على منصة نتفليكس، وذلك بعد تقارير عن تقليد أطفال في عمر السادسة للتحديات العنيفة في المسلسل، وذلك وفق ما نقلته صحيفة “الغارديان”.