أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء الثلاثاء، بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
وأكدت الحركة أنها تتعامل “بكل مسؤولية وإيجابية”، وتأمل أن تسفر الجولة عن “تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لتمهيد الطريق لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة”.
وبعد إرسال تل أبيب وفد تفاوض إلى الدوحة الإثنين، تستضيف العاصمة القطرية مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد طول مماطلة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرافض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي يفترض أن تفضي لإنهاء حرب الإبادة.
وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس إسرائيل، كان قد دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
حماس تعلن بدء جولة جديدة من المفاوضات
وقال القيادي في حماس عبد الرحمن شديد: إن الحركة “بدأت اليوم جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار” دون مزيد من التفاصيل بشأنها.
وأوضح أن “حركة حماس تتعامل بكل مسؤولية وإيجابية، في هذه المفاوضات، بما فيها المفاوضات مع المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى (آدم بولر)”.
والأسبوع الماضي، التقى بولر بمسؤولين كبار من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات بشأن إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
وتابع شديد: “نأمل أن تسفر هذه الجولة عن تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات، مما يمهد الطريق لوقف العدوان، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى”.
وكان نتنياهو قد تنصل من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
حماس تحذر من المخططات الإسرائيلية في الضفة
وحذر شديد من المخططات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مضيفًا أن إسرائيل تسعى إلى تهجير الفلسطينيين وتدمير مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس المحتلة، وطمس هويتها التاريخية والديمغرافية “تحقيقًا لما يُعرف بمشروع القدس الكبرى الاستعماري”.
وقال: إن إسرائيل “خططت مؤخرًا لبناء 2684 وحدة استيطانية جديدة، ما يؤكد استمرار سياسة التوسع الاستيطاني التي تشكل تهديدًا خطيرًا للوجود الفلسطيني في الضفة الغربية”.
ولفت إلى أن “الاحتلال مستمر في عدوانه الواسع على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ51، كما يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم لليوم الـ43، ويصعّد من اقتحاماته الوحشية في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك”.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 934 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
“تمديد وقف النار بغزة 60 يومًا”
وفي سياق متصل، يجري المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط سيتف ويتكوف مباحثات في الدوحة، مع وجود مقترح إسرائيلي لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة 60 يومًا، وفق إعلام عبري رسمي الثلاثاء.
وقالت هيئة البث العبرية مساء الثلاثاء، إن “ويتكوف بدأ محادثات في الدوحة لدفع الأطراف للتقدم نحو تفاهمات بشأن إطلاق سراح المختطفين”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.
وأشارت الهيئة إلى “وجود مقترح إسرائيلي بروح مبادرة ويتكوف، يشمل إطلاق سراح 10 مختطفين (أسرى إسرائيليين) أحياء في اليوم الأول مقابل (تمديد) وقف إطلاق النار 60 يومًا”.
لكن الهيئة نقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها إنه “من المشكوك فيه أن توافق حماس على المقترح الإسرائيلي”.
وتتمسك “حماس” ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وتعتبر أن قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 8 مارس الجاري “ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق”.
أسرى إسرائيليون سابقون يطالبون باستكمال اتفاق غزة
في غضون ذلك، شارك أسرى إسرائيليون سابقون مساء الثلاثاء، في مظاهرة أمام وزارة الأمن بمدينة تل أبيب للمطالبة بإطلاق باقي الأسرى في قطاع غزة دفعة واحدة، عبر استكمال تنفيذ الاتفاق مع حركة حماس.
وذكرت هيئة البث العبرية أن أسرى سابقين، بينهم الأسيرتان المطلق سراحهما مرغليت موزس وإيلانا غريتسوفيتسكي، زوجة الأسير بغزة ماتان تسينغاوكر، شاركوا في مظاهرة بشارع بيغن أمام وزارة الأمن.
ودعا المتظاهرون حكومة نتنياهو إلى العمل على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وعدم استئناف القتال.
ورفع المتظاهرون صور الأسرى ولافتات كُتب عليها “أعيدوهم جميعًا”، و”حتى آخر مختطف”.
ومنذ مساء السبت، يعتصم مئات الإسرائيليين أمام وزارة الأمن ويبيتون داخل خيام، في محاولة للضغط على الحكومة لاستكمال الاتفاق مع حماس.
ومساء الإثنين، أفادت هيئة البث بأن وفد التفاوض الإسرائيلي وصل الدوحة لإجراء مفاوضات بصلاحيات مقلصة لا تشمل الحديث عن إنهاء الحرب، وإنما فقط تمديد وقف إطلاق النار والمرحلة الأولى من الاتفاق.