فرضت فصائل المعارضة السورية حظر تجوال في مدينة حلب ابتداء من الساعة السابعة من مساء اليوم وحتى السابعة من صباح غد الثلاثاء.
وأعلنت الفصائل أنها سيطرت على مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي.
من جهته، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، الإثنين، إن من أهداف سيطرة الفصائل على حلب والمناطق الأخرى شمال وشمال غرب البلاد، وقف الاعتداءات والقصف، وإعادة المهجرين لقراهم وبلداتهم ومدنهم، وتفعيل العملية السياسية.
وفي مؤتمر صحفي عقده في اسطنبول، تطرق البحرة للتطورات الحاصلة شمال سوريا، حيث سيطرت فصائل المعارضة على محافظة حلب ومناطق أخرى من محافظة إدلب وريف حماة.
تصاعد اعتداءات النظام
وأوضح البحرة في حديثه أن “العمليات جاءت تحت ضغط شعبي هائل بدأ منذ سنوات واستمر بتصاعد مضطرد بسبب تصاعد اعتداءات النظام وداعميه والميليشيات الطائفية الإرهابية المدعومة من إيران وميليشيات عابرة للحدود استهدفت المدنيين عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي والمسيرات والتي بلغت في يوم واحد الشهر الماضي 52 غارة استهدفت المدنيين والبنية التحتية”.
وأشار إلى أن تلك الاعتداءات ترافقت أيضًا مع انخفاض مستمر للمساعدات الإنسانية ومع تغير سياسات عدة دول بحق اللاجئين وارتكاب انتهاكات بحقوقهم، ما زاد من عودة اللاجئين للمناطق المحررة وتجاوز إمكانيات البنية التحتية لهذه المناطق وانعدام فرص العمل وفقدان أمل السوريين في تحقيق الحل السياسي”.
أهداف عملية فصائل المعارضة
وأكد أن “كل ذلك كان دافعًا للسوريين بضرورة العمل العسكري، وكان لهذا العمل أهداف محددة وواضحة منذ بدايتها، ومنها وقف الاعتداءات التي تطال المناطق المحررة وردع العدوان وكل ذلك له طريقة واحدة تعتمد على تحرير المناطق التي تنطلق منها الاعتداءات”.
ولفت إلى أن هدف المعارضة هو تحرير المناطق وإتاحة المجال لأهالي المدن والبلدات والقرى في المناطق المحررة وإتاحة المجال لعودة أهاليها بعد تأمينها عسكريًا، وتفعيل العملية السياسية للتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن 2118، و2254″.
البحرة اعتبر أن المعاناة التي عاناها السوريون والإهمال الدولي واستمرار تعطيل النظام للعملية السياسية سبب تعطلًا في فرص الحياة القابلة للاستقرار في سوريا وبالتالي لم يكن بد من استخدام القوة”.
الائتلاف السوري ملتزم بالحل السياسي
وأكّد متابعة الأوضاع في محافظة حلب مع القيادات في الجيش الوطني، وتابع: “أؤكد لكم حرصهم على أمن وسلامة المواطنين، وأن الشعب السوري واحد ولن يتم إقصاء أي أحد، وسيتم الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعودة الموظفين لعملهم، الثورة السورية قامت على الأخلاق وستنتصر بالأخلاق”.
كما أكّد التزام الائتلاف السوري بحقوق كامل الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه للعودة لمناطقهم الأصلية، مطمئنًا النازحين بأن الحل السياسي هو الوحيد القابل لتطبيق قابل للاستدامة. وقال: “أؤكد حقنا في استخدام كل السبل للدفع بتحقيقه، وأؤكد على حق النازحين والمهجرين بعودة كريمة لسكناهم الأصلية، واستخدام السبل الشرعية لإطلاق المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين”.
وأضاف: “لا نسعى لعمل عسكري دون أهداف سياسية، والهدف الأساسي تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، أعضاء الائتلاف متواجدون في حلب ويتواصلون مع الناس ويستمعون لآرائهم، سنستمر هذه المرة ولن نقف”.
كما دعا البحرة إلى ضمان سلامة وحماية المدنيين في حلب والمناطق المحررة وإيقاف العدوان وتحقيق وقف إطلاق النار “وهو موضوع هام لدول المنطقة وللعالم وللسوريين، لا أن نتسبب بأزمات نزوح ولجوء جديدة، والهدف الأساسي هو استقرارهم في وطنهم”.
رؤية المعارضة لإدارة حلب
وعن مستقبل إدارة حلب وضرورات حمايتها أفاد قائلا: “نسعى للحل الدائم، يجب أن ندفع بشكل سريع ومباشر مجلس الأمن لإحياء العملية السياسية خلال إحياء التفاوض على العملية السياسية، ويمكن عبر المفاوضات تشكيل هيئة الحكم الانتقالي على مرحلتين، جزء منها يكون لآلية توضع لإدارة حلب على سبيل المثال والتوصل لهيئة حاكمة مدنية من أهالي حلب من التكنوقراط ممن لديهم خبرات”.
وفي ما يخص مستقبل العمليات العسكرية، قال البحرة: “أوكد حقنا كسوريين في استخدام كافة السبل، وحق المهجرين العودة الطوعية والآمنة لمناطقهم ولديارهم واسترداد أملاكهم”.
وأضاف: “لا نسعى لعمل عسكري لأهداف سياسية، والهدف الأساسي هو تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، ولتحقيق ذلك، وطالما نرى أن النظام لا يستجيب لمطالب الشعب، فإن العملية العسكرية سوف تستمر وسوف نحرر أراضينا ونسترد كامل حقوق الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته”.
وتخوض فصائل معارضة مسلحة في سوريا منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق. وبسطت فصائل المعارضة سيطرتها على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، وبالإضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية.