بينت وكالة فرانس برس حقيقة فيديو انتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تداوله على أنه يتضمن عمليات نهب ممتلكات في مدينة لوس أنجلوس، عقب تعرضها للحرائق.
وقال فريق تقصي الحقائق في الوكالة ضمن نشرة “في ميزان فرانس برس”، إن الشرطة في لوس أنجلوس قامت بتوقيف عدد من الأشخاص نفذوا عمليات سرقة في منازل تركها أصحابها مع اقتراب الحرائق منها.
لكن مقطع الفيديو الذي زعم ناشروه أنه يصوّر لصوصًا استغلوا هذه الحرائق لتنفيذ عمليات نهب للممتلكات، هو غير صحيح، إذ يصوّر الأشخاص وهم ينقلون أغراضهم من منزلهم مع اقتراب الحرائق، وفقًا للوكالة.
مصدر الفيديو
الوكالة أكدت أن مقطع الفيديو، حصد تفاعلات واسعة وملايين المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يواصل عناصر الإطفاء في لوس أنجلوس مكافحة حرائق الغابات الهائلة المستعرة، والتي أودت بحياة 25 شخصًا على الأقل، فيما حذّر خبراء من اشتداد الرياح الموسميّة التي قد تؤدي إلى تأجيج النيران.
وتجتاح الحرائق ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة منذ الثلاثاء من الأسبوع الماضي، حيث تحوّلت تجمّعات سكنية بأكملها إلى مجرّد ركام محترق ما أدّى إلى تشريد الآلاف، كما أرغمت النيران عشرات الآلاف على مغادرة بيوتهم، إلا أنّ الفيديو الذي زُعم أنّه يصوّر عمليات نهب مضلّل، وفق “ميزان فرانس برس”.
من المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على الفيديو- أف ب
وبحسب الوكالة، فإن الفيديو يعود للمصوّر “جايمي لي تايت” الذي يعيش في لوس أنجلوس، وقد تواصلت معه فرانس برس الذي قال في رسالة إلكترونيّة أرسلها في 15 يناير/ كانون الثاني، إنه صوّر الفيديو في الثامن من يناير بمنطقة ألتادينا، مؤكدًا أن من يظهر فيه ليسوا سارقين بل هم أشخاص “كانوا ينقلون الأغراض، بعيدًا عن النيران”.
وفي البحث العكسي بالفيديو، فإنه يرشد إلى ما قبل مقابلة أجراها مراسل أحد محطات التلفزة الأميركية، من أمام المنزل الظاهر بالفيديو خلال تغطية صحفية للحرائق في الثامن من يناير. وبمراقبة الختم الزمني الظاهر على تغطية المراسل، يمكن ملاحظة أنّ المقابلة جرت بعد نحو 30 دقيقة من تصوير الفيديو المتداول.
صاحبة المنزل
وخلال التقرير الذي بثّته قناة KTLA 5 قال المراسل تشيب يوست إنّه موجود لناحية ألتادينا على حدود مدينة باسادينا، وأضاف أنّ “الناس الذين يعيشون هنا وأصدقاءهم أخلوا هذا المنزل من مجموعة من أغراضهم”.
وعملت الوكالة على البحث عن صاحب المنزل في الفيديو، ليتبين أن ملكيته تعود لسيدة أميركية، وقاموا بالتواصل معها، حيث أكدت في حديث لفرانس برس أن من يظهرون في الفيديو هم أقاربها وابنها.
وختمت صاحبة المنزل بالقول إنها “غاضبة” لأن الأشخاص “يروجون لأخبار زائفة” بينما تحاول التأقلم مع المصيبة التي أدت إلى إبعادها عن وظيفتها في باسادينا.
كما أنّ منزلها لم يعد قابلاً للسكن وقد استأجرت مؤقتًا مكانًا للعيش بينما تبحث عن مكان للسكن لها ولكلابها.