ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تصريحات المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف التي اعتبر فيها أن رد الحركة على المقترح الأميركي لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة “غير مقبول” ويأتي ذلك وسط توقعات باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة.
وكان ويتكوف رفض المقترح الذي تقدمت به حماس بالإفراج عن أسير إسرائيلي أميركي وإعادة جثث 4 آخرين مزدوجي الجنسية، وقال في تصريح لشبكة “سي إن إن” إن مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار لا يصلح أن يكون منطلقا للتفاوض، معتبرا أن الجواب الذي وصل من حماس بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة “غير مقبول على الإطلاق”.
وأشار ويتكوف إلى أن هذا المقترح يتضمن إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، وقال: هذا الأمر سيكون رائعا لعائلاتهم، مؤكدا أن المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار بغزة يتضمن إطلاق سراح 5 أسرى أحياء، بينهم المواطن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وتابع أنه لن يخوض في التفاصيل التي جعلت مقترح حماس غير مقبول “لكني أكرر أن ردهم غير مقبول بتاتا، أمامهم الآن فرصة، لكنها تشارف على الانتهاء”.
وأضاف ويتكوف أنه ينصح حماس أن تكون أكثر عقلانية وأن تشاهد ما فعلته الضربات الأميركية بالحوثيين، على حسب قوله، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على الأراضي اليمنية والتي أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى.
حماس: لا لاتفاقات جديدة جانبية
بدورها ردت حماس على تصريحات ويتكوف مؤكدة أن المطلوب هو الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، والتي تنصل منها (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، وليس وضع اتفاقات جديدة وجانبية، بحسب المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريحات لوكالة الأناضول.
وأضاف قاسم أن “تطبيق الاتفاق بمراحله المختلفة يضمن الأهداف، أما لغة التهديد فلا تنتج شيئا إيجابيا، بل تعمل على تعقيد الأمور، ولا تخدم تحقيق أهداف الاتفاق”.
وأكد أن المسار السليم لتحقيق أهداف الاتفاق بالهدوء المستدام وإطلاق الأسرى يكمن بالأساس في تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا والتوقيع عليه من كل الأطراف.
ويأتي ذلك رغم إعلان حماس الخميس الماضي موافقتها على مقترح للوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي أميركي و4 جثث لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي خرقته إسرائيل.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس/آذار من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف. وقد امتدت المرحلة الأولى من الاتفاق 6 أسابيع، وأتاحت إفراج حماس عن 33 أسيرا إسرائيليا بينهم 8 قتلى، في حين أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني.
ومع نهاية المرحلة الأولى، طلبت إسرائيل تمديدها حتى منتصف أبريل/نيسان، لكن حماس تصرّ على الانتقال إلى المرحلة الثانية التي من المفترض أن تضع حدا للحرب.
خليل الحية في الدوحة
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر في حماس -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن “وفد حماس برئاسة القيادي خليل الحية غادر صباح اليوم الأحد إلى الدوحة”.
وأضاف المصدر أن “الوفد أجرى مباحثات مثمرة مع الإخوة المسؤولين المصريين تركّزت على سبل الدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في ضوء موافقة حماس على الاقتراح الأميركي المحدّث”.
وأكد أن “الوفد طلب من الإخوة الوسطاء والضامنين الأميركيين إلزام الاحتلال بتنفيذ البروتوكول الإنساني وإدخال المساعدات الإنسانية فورا للقطاع، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”.
وفد إسرائيلي في القاهرة
في الأثناء، قال مكتب نتنياهو، اليوم، إن وفدا إسرائيليا يزور مصر حاليا ويشاركون بالقاهرة في مناقشات مع مسؤولين مصريين بشأن ملف الأسرى في غزة. في حين لم يصدر تعليق فوري من الجانب المصري.
وكان مكتب نتنياهو أعلن، مساء السبت، أن رئيس الوزراء وجّه فريق التفاوض في محادثات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، بالاستعداد لاستئناف المحادثات وفقا لرد الوسطاء على مقترح ويتكوف، بالإفراج الفوري عن 11 من الأسرى الإسرائيليين في غزة ونصف القتلى المتبقين، بحسب مكتب نتنياهو، مستبعدا بذلك مقترح حماس الأخير.
وأضاف المكتب أن رئيس الوزراء أجرى مناقشة معمقة بشأن موضوع الأسرى، بمشاركة الوزراء، وفريق التفاوض، ورؤساء الأجهزة الأمنية. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أعلنت انتهاء جلسة تشاور أجراها نتنياهو مع رؤساء أجهزة أمنية بشأن المفاوضات.
جر إسرائيل إلى الحرب
من جهتها، اتهمت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في القطاع نتنياهو بالسعي للعودة إلى الحرب، ودعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط عليه لإبرام صفقة تبادل.
وقال أعضاء هذه الهيئة إن نتنياهو يحاول جر دولة كاملة إلى الحرب، وجعلها تدفع ثمنا إضافيا. وأضافوا أنه يستطيع إعادة الأسرى، لكنه يتعمد عرقلة المرحلة الثانية من الصفقة.
كما كشفت صحيفة يسرائيل هيوم، في استطلاع، أن 52% من الإسرائيليين يؤيدون الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، لكنها ذكرت أيضا أن 53.2% آخرين يؤيدون نهج ترامب بإعادة “المختطفين” أو فتح أبواب الجحيم على قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست اليوم أن مصادر في الجيش الإسرائيلي تتوقع أن توافق الحكومة على شن عمليات عسكرية في قطاع غزة، إذا لم يحدث أي اختراق خلال اللحظة الأخيرة في اتفاق وقف إطلاق النار.
وطبقا لمصادر عسكرية، وسعت مديرية الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والقيادة الجنوبية بنك الأهداف المحتملة لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة، خلال وقف إطلاق النار، حسب ما أوردت الصحيفة.
وتابعت المصادر أن “بنك الأهداف سيُمكّن الحكومة من تصعيد العمليات على مراحل لممارسة ضغط على قيادة حماس، إذا تعثرت المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن”.
وأحد الخيارات المطروحة كأداة ضغط إضافية هو إعادة احتلال مناطق في شمال غزة، غير أن مسؤولي الدفاع يؤكدون ضرورة دراسة وقف إطلاق النار والمفاوضات بشكل كامل قبل أي تصعيد عسكري إضافي.
وتشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية ضربات في غزة منذ مطلع مارس/آذار، وأعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة في القطاع، أمس، استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا شمال غزة.
كما يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع المساعدات والمواد الإغاثية من الدخول إلى قطاع غزة، ويتعمد قطع الكهرباء مما يعطل عمل محطات تحلية المياه المحدودة ويهدد بكارثة إنسانية هائلة، في وسيلة تتبعها إسرائيل لإجبار حماس على الاستجابة لمطالبها.