أكّد خبراء أمميون أنّ الغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل ضد مواقع عسكرية سورية أخيرًا تتعارض والقانون الدولي الذي لا يجيز نزع أسلحة دولة ما بطريقة “وقائية” لأنّ هذا الأمر يمكن أن يتسبّب بـ”فوضى عالمية”.
وأوضح المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بن سول خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “ليس هناك أيّ أساس على الإطلاق بموجب القانون الدولي لنزع سلاح بلد ما لا نحبّه بطريقة وقائية أو مسبقة”.
وأضاف: “لو كان الأمر كذلك، لفُتح الباب أمام فوضى عالمية، لأنّ العديد من الدول لديها أعداء تودّ رؤيتهم منزوعي السلاح”.
مئات الغارات الإسرائيلية
وإثر سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ اتّفاق فض الاشتباك المبرم في 1974 بين سوريا وإسرائيل ملغى وأمر بنشر جنود إسرائيليين في المنطقة العازلة في الجولان والتي تفصل بين الجزء الذي احتلّته إسرائيل من هذه المرتفعات وضمّته إليها وبقية الهضبة السورية.
وعقب ذلك، بدأت إسرائيل بشن ضربات جوية على مواقع عسكرية سورية لتدمير أسلحة تزعم أن الهدف هو لمنع وقوعها بيد “فصائل سورية”.
وطالت الغارات مطار المزة العسكري جنوب دمشق، وكذلك مركز البحوث العلمية في العاصمة، ومستودعات أسلحة كيميائية ومنظومات دفاع جوية ومخازن ذخيرة وقطعًا بحرية حربية على ساحل اللاذقية، وكذلك مستودعات عسكرية في ضهر صفرا بريف طرطوس.
ويقدر بأن إسرائيل نفذت أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سوريا، منذ أن فرّ رئيس النظام المخلوع بشار الأسد فجر الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وشدّد سول، الخبير الأسترالي المتخصص في القانون الدولي الإنساني وقانون الأمم المتحدة، على أنّه “لا يمكنكم أن تتبعوا عدوكم أينما كان في العالم وأن تقصفوه”.
“غير قانوني”
وعلى غرار سائر المقرّرين المكلّفين من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإنّ سول لا يتحدّث باسم المجلس.
بالمقابل، أوضح الخبير الأممي أنّ الوضع “مختلف” في لبنان، حيث تشنّ إسرائيل منذ أشهر غارات لتدمير مخازن أسلحة وذخيرة، مشيرًا إلى أنّ وجه الخلاف هو أنّه في لبنان “هناك نزاع مفتوح”.
بدوره، قال المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز النظام الديموقراطي والعادل، جورج كاتروغالوس: إنّ ما تقوم به إسرائيل في سوريا “يندرج في إطار نمط”.
وأضاف الأستاذ في القانون العام ووزير الخارجية اليوناني الأسبق أنّ “هذه حالة أخرى من حالات عدم احترام القانون التي تظهرها إسرائيل في المنطقة: هجمات لم يسبقها استفزاز ضدّ دولة ذات سيادة”.