أصدر أكثر من 1000 موسيقي، من بينهم كيت بوش وكات ستيفنز، اليوم الثلاثاء ألبومًا صامتًا احتجاجًا على التغييرات المقترحة على قوانين حقوق الملكية البريطانية، والتي قد تسمح لشركات التكنولوجيا بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عبر استخدام أعمالهم.
يأتي ذلك فيما تواجه المجالات الإبداعية على مستوى العالم تحديات قانونية وأخلاقية، بسبب نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تقديم إنتاجها الخاص بعد تدريبها على أعمال شهيرة دون دفع مقابل مادي بالضرورة لمبدعي المحتوى الأصلي.
واقترحت بريطانيا، التي يطمح رئيس الوزراء كير ستارمر إلى جعلها رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تخفيف القوانين التي تمنح حاليًا مبدعي الأعمال الأدبية والدرامية والموسيقية والفنية الحق في التحكم في الطرق التي يمكن بها استخدام موادهم.
ألبوم “صامت” لموسيقيين
وتسمح التغييرات المقترحة لمطوري الذكاء الاصطناعي بتدريب نماذجهم على أي مادة يمكنهم الحصول عليها بشكل قانوني، كما ستتطلب من المبدعين اختيار عدم استخدام أعمالهم بشكل استباقي.
وكان فنانون كثيرون قد انتقدوا بشدة هذه التغييرات، وقالوا إنها ستلغي مبدأ قانون حقوق الملكية الذي يمنح السيطرة الحصرية للمبدعين على أعمالهم.
بدورها، قالت كيت بوش التي حظيت أغنيتها الناجحة التي أصدرتها عام 1985 “راننغ أب ذات هيل” بشعبية كبيرة في عام 2022، بفضل مسلسل “سترينجر ثينغز” على نتفليكس: “في موسيقى المستقبل، هل ستكون أصواتنا غير مسموعة؟”.
الألبوم ذو الإنتاج المشترك بعنوان “إز ذيس وات وي وونت؟” أو “هل هذا ما نريده؟”، ويضم تسجيلات لاستوديوهات خالية ومساحات أداء تمثل ما يقول المنظمون إنه التأثير المحتمل على سبل عيش الفنانين في حال المضي في هذه التغييرات.
وتنتهي المشاورات العامة بشأن التغييرات القانونية في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
وفي رده على إصدار الألبوم، قال متحدث باسم الحكومة إن نظام حقوق الملكية والذكاء الاصطناعي الحالي يعوق الصناعات الإبداعية وقطاع الإعلام والذكاء الاصطناعي عن “تحقيق إمكاناتها الكاملة”.
وأضاف المتحدث باسم الحكومة: “نتواصل بشكل موسع مع هذه القطاعات طوال الوقت وسنواصل القيام بذلك. لم تتخذ أي قرارات”، مشيرًا إلى أن مقترحات الحكومة ستطرح في الوقت المناسب.
ومن بين الموسيقيين الذين حثوا الحكومة على مراجعة خططها آني لينوكس وبيلي أوشن وهانز زيمر وتوري آموس وفرقة ذا كلاش.
وقال إد نيوتن ريكس، مؤسس منظمة “فيرلي تريند” غير الربحية التي تمنح شركات الذكاء الاصطناعي شهادات لممارسات تدريب أكثر عدالة في مجال البيانات: “اقتراح الحكومة من شأنه أن يسلم شقاء عمر الموسيقيين في البلاد إلى شركات الذكاء الاصطناعي مجانًا، مما يسمح لهذه الشركات باستغلال عمل الموسيقيين لمنافستهم والتغلب عليهم”.
وأضاف: “يمكن لبريطانيا أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي دون التخلي عن صناعاتنا الإبداعية الرائدة عالميًا”.