تتضّمن لائحة الترشيحات لنيل جائزة “غرامي”، الأحد القادم، في نسختها الـ 67، نجومًا معاصرين من الصف الأول من أمثال بيونسيه وكيندريك لامار، وسط ترشيح كذلك فرقة البيتلز المنفصلة منذ أكثر من 50 سنة.
إذ يتنافس بعض من أفضل نجوم البوب والكانتري والروك مع بعضهم البعض على جائزة أفضل فنان في صناعة الموسيقى.
ترشيح فرقة البيتلز البريطانية
ما هو لافت أن هذا الترشيح أصبح ممكنًا بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث أن فرقة البيتلز البريطانية أصدرت أغنية جديدة بعنوان “ناو أند ذن”، في حين لا يزال عضوان منها فقط على قيد الحياة.
وعلى عكس المخاوف التي عبّر عنها محبو الفرقة، لا تتضّمن الأغنية أي عملية “تزييف عميق” تقلّد أعضاء البيتلز.
فقد استُخدم الذكاء الاصطناعي ببساطة في نسخة غير مكتملة من الأغنية سُجّلت منذ عقود وتتضمّن ضجيجًا، بهدف استخراج صوت جون لينون.
وأُضيفت إلى النسخة الأولية الأساسية موسيقى عزفها على غيتار كهربائي وعادي سنة 1995، جورج هاريسون الذي توفي العام 2001.
وجرى إنجاز الأغنية خلال العام الفائت في أحد استوديوهات لوس أنجلوس، من خلال مزج إيقاعات كل من رينغو ستار على الدرامز وبول مكارتني على البيانو، مع أداء مكارتني وستار.
وشدّد بول مكارتني على “عدم وجود أي تفصيل مُبتكر بواسطة الذكاء الاصطناعي” في الأغنية.
دهشة عدد كبير من محبي الموسيقى
لكن ترشيح “ناو أند ذن” لجائزتي أفضل تسجيل وأفضل أداء في احتفال توزيع جوائز غرامي الذي سيُقام الأحد في لوس أنجلوس، أثار دهشة عدد كبير من محبي الموسيقى.
يُحدث استخدام الذكاء الاصطناعي جدلًا كبيرًا يتمحور على الأخلاقيات في المجال الموسيقي.
وفي العام 2023، وضعت الأكاديمية المانحة لجوائز غرامي قاعدة مفادها أن “المبدعين من البشر فقط هم المؤهلون” للحصول على جوائزها المرموقة.
وتشير القاعدة إلى أنّ “أي عمل لم يشارك في إنجازه مبتكر من البشر ليس مؤهلًا للفوز في أي فئة”.
بمعنى آخر، يتم تلقائيًا استبعاد الأغاني التي أُنشئت بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي. لكن القاعدة تلحظ إمكانية النظر بالأغاني المُبتكرة من بشر لكن التي تم صقلها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وتشكل التكنولوجيا المستخدمة في هذه الأغنية “اكتشافًا” في عالم مهندسي الصوت. لكن هذا التطور ليس سوى امتداد طبيعي للتقنيات المستخدمة عادة لإنتاج عمل موسيقي.
شغف عالمي بفرقة بيتلز
وأثارت هذه التكنولوجيا مخاوف من استخدام الأعمال الفنية بدون الحصول على إذن المعنيين، لتدريب برامج قائمة على الذكاء الاصطناعي أو استخدام أصوات المغنين من دون موافقتهم.
وبعد مرور نصف قرن على انفصال أعضائها، تبرز فرقة البيتلز في السباق لنيل جائزة أفضل تسجيل للمرة الخامسة، حيث يعود آخر ترشيح لها في هذه الفئة إلى العام 1971، مع أغنية “ليت ات بي”.
لم تفز الفرقة قط بهذه الجائزة، تمام كمنافسيها هذه السنة كيندريك لامار وبيونسيه.
تعد فرقة البيتلز واحدة من أشهر الفرق الموسيقية عبر التاريخ – فيسبوك
وكانت فرقة البيتلز أعلنت انفصال أعضائها، بول مكارتني وجون لينيون، وجورج هاريسون ورينغو ستار، في أبريل/ نيسان 1970، قبل ستة أشهر من صدور ألبومها “آبي رود”، وشهر من طرح “ليت إتِ بي”.
وكانت الفرقة قد أصدرت خلال السنوات العشر، قبل انفراط عقدها 14 ألبومًا تصدرت المبيعات، وبيعت أكثر من مليار نسخة من أسطواناتها.
ورغم رحيل لينون عام 1980، وهاريسون عام 2001، لا يزال الشغف بـ”The Beatles” قويًا في مختلف أنحاء العالم، وسبق أن مكّنت قدرات الذكاء الاصطناعي عددًا من المعجبين من جمع أعضاء الفرقة مجددًا، أو استخدام صوت مكارتني شابًا في أغنيات حديثة له.