أكد محامي هيئة شؤون الأسرى خالد محاجنة اليوم الجمعة أن إدارة السجون الإسرائيلية تتعامل مع أطفال غزة في المعتقلات بشكل قاس وصعب، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتعامل مع أسرى القطاع بسياسة انتقامية شديدة.
وكان محاجنة قد تمكن من لقاء أسير قاصر من غزة في سجن مجدو الإسرائيلي، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ بدء عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر 2023 آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج عن عدد ضئيل منهم لاحقًا، لتظهر عليهم علامات التعذيب الجسدي والنفسي بعدما نقصت أوزانهم بشكل ملحوظ، فيما فقد معتقلون تركيزهم وقدراتهم العقلية جراء ذلك التعذيب.
أوضاع صعبة يعاني منها أسرى غزة
وفي حديث للتلفزيون العربي من أم الفحم، قال محامي هيئة شؤون الأسرى خالد محاجنة: إن هذه هي المرة الأولى التي يُسمح له شخصيًا بزيارة أحد الأطفال الأسرى من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن “الزيارة كانت في داخل مصلحة السجون، وليس في داخل معسكرات الجيش”.
وتحدث محاجنة عن تفاصيل صعبة رواها الأسير القاصر الذي التقاه عما عاناه ويعانيه منذ عام، لافتًا إلى أن الاحتلال كان قد اعتقل الطفل منذ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، وحقق معه مرة واحدة لمدة لم تتجاوز 10 دقائق، بأسئلة عامة ودون أي مضمون.
وتابع محاجنة أنه تم عرض الأسير القاصر أمام المحكمة مرتين لبضع دقائق، حيث قام بتمديد اعتقاله عبر تقنية “الزوم” وليس وجاهيًا، فيما لم يحضر المتهم إلى المحكمة.
وأضاف أن الأسير القاصر، يعيش منذ اعتقاله تفاصيل صعبة للغاية لا يمكن وصفها، إسوة بباقي أسرى غزة، لافتًا إلى أنه لم يبدل ملابسه منذ عام كامل.
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر هذا الأسير القاصر بأنه مقاتل غير قانوني، موضحًا أن هذا الوصف ليس له أي تحليل قانوني أو منطقي.
سياسة التجويع الممنهج وانتشار الأمراض
ونقل المحامي محاجنة عن الأسير القاصر قوله، إنه أدخل إلى معتقل مجدو أكثر من 20 أسيرًا فلسطينيًا تحت سن الـ18.
وأشار محاجنة إلى الاكتظاظ داخل غرف معتقل مجدو، حيث يوجد في كل زنزانة ما بين 10 إلى 15 أسيرًا من الأطفال.
ولفت إلى أن إسرائيل تعتمد سياسة التجويع الممنهج بحق الأسرى، لافتًا إلى أن الطفل القاصر يقدم له أصنافًا معينة من الطعام إسوة بباقي المعتقلين، وهي عبارة عن “علبة لبنة في الصباح، وصحن أرز للعشاء”.
وأشار محاجنة إلى أن الأطفال الأسرى ينامون من دون أي أغطية مما يسبب لهم معاناة إضافة خاصة مع قدوم فصل الشتاء.
وأوضح محامي هيئة شؤون الأسرى أن إدارة السجون تتعامل مع سجناء قطاع غزة في معتقل مجدو خاصة قسم الأشبال بسياسة انتقامية شديدة، حيث يدخل السجانون إلى الغرف ويضربون الأسرى.
وحسب محاجنة، فقد تحدث الأسير القاصر عن انتشار الأمراض الجلدية التي يعاني منها الأسرى، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقوم بحجزهم بحجة أنهم مصابون بدون تقديم أي علاج لهم.
وأوضح أن انتشار هذه الأمراض هو بسبب قلة النظافة، وعدم تزويد الأسرى بمواد التنظيف.
ما هي السبل القانونية لإنقاذ الأطفال من السجون الإسرائيلية؟
وفي السياق عينه، قال محاجنة: إن “وجهة المحامين هي للأسف المحكمة العليا وهي أعلى محكمة داخل الجهاز الحكومي الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أنها لم تنصف أي حالة من حالات الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف أن المحامين يقدمون التماسات على أبسط الأمور وأبسط الحقوق، ولكن لم يتجرأ أي حاكم حتى اليوم من أجل وقف المعاناة والانتهاكات بحق الأسرى.
وتابع محاجنة أن من يسيطر على الموقف هي الحكومة الإسرائيلية، فيما يقوم وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير أحيانًا بتعذيب الأسرى بشكل مباشر وبنفسه داخل السجون الإسرائيلية.
وعبر محامي هيئة شؤون الأسرى خالد محاجنة عن أمله بأن تقوم المحاكم الدولية بفرض إجراءات من أجل وقف هذه المجزرة بحق الأسرى.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون الإسرائيلية، لا سيما في “سدي تيمان” سيئ الصيت جنوبي إسرائيل.
وتتوالى شهادات عن أسرى فلسطينيين بتعرضهم لانتهاكات وفظائع داخل سجون إسرائيل، بما فيها الضرب المبرح والتجويع والاعتداء الجنسي، بالإضافة إلى الحرمان من العلاج، والإهمال الطبي.
ويصل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل إلى 11 ألفًا و700 فلسطيني، دون معتقلي قطاع غزة الموجودين في معسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي، وفق نادي الأسير الفلسطيني.