وسط مشاعر الأمل والفرح بانتهاء حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، كان الأهالي في القطاع يستجمعون الذكريات لأحبتهم الذين فقدوهم خلال العدوان الذي استمر 15 شهرًا وخلف أكثر من 46 ألف شهيد.
فقبل سريان بدء وقف إطلاق النار بساعات ولحظات، تفاعل الغزيون مع موعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد.
“انثروا عليهم بعضًا من الورد”
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة لمحمد براوي يطلب فيها الأهالي أن يمروا على داره في شمال غزة.
وكتب قائلًا: “زوروا بيتنا في شمال غزة (بيت لاهيا) ستجدون أمي وأهلي تحت الأنقاض عليهم أكوام من الحجارة، انثروا عليهم بعضًا من الورد، أخبروهم أنكم عدتم، بلغوهم أنهم أساطير، صبروا حتى آخر نفس، حتى آخر رمق، رفضوا الخروج من شمال غزة، منعوا خطط التهجير، أحبطوا خطط الاستيطان، أخبروهم أن غزة بقيت”.
الصحفيون الفلسطينيون في غزة أيضًا دفعوا فاتورة غالية من أرواحهم في سبيل تغطية العدوان، إذ وصل عدد الشهداء منهم إلى أكثر من 205. وهؤلاء الصحفيون الذين جازفوا بحياتهم من أجل نقل الحقيقة احتفلوا بقرب نهاية حرب الإبادة.
فقد كتب مراسل التلفزيون العربي صالح الناطور، على صفحته بفيسبوك قائلًا: 470 يومًا حاولت مع زملائي فعل ما نستطيع، وأن نواصل هذه التغطية حتى النهاية”.
وفي سياق توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ جيش الاحتلال مع ساعات الفجر الأولى الانسحاب من شمال القطاع.
ووثق مقطع الفيديو مشاهد انسحاب قوة إسرائيلية من لواء جعفاتي من شمال قطاع غزة، مساء أمس وقبيل ساعات من بدء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
“عادت غزة إلى أهلها”
وجرى تداول الفيديو على نطاق واسع، وتفاعل مع الفيديو رواد مواقع التواصل الاجتماعي معه، حيث كتب محمد أبو صلاح وهو طبيب أسنان من غزة: “المشهد التاريخي المنتظر. لحظة انسحاب أعداد ضخمة من الجيش الإسرائيلي من شمال قطاع غزة. لحظات تاريخية، عادت غزة إلى أهلها”.
وبمجرد انسحاب آليات جيش الاحتلال، لم ينتظر الغزيون بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، فبدؤوا بالعودة إلى بيوتهم في الشمال، في جباليا والصفطاوي وبيت لاهيا.
وبدأ جيش الاحتلال منذ أكثر من مئة يوم تنفيذ ما يسمى خطة الجنرالات في الشمال، ونسف أحياء بأسرها وأجبر السكان على النزوح، بهدف تفريغ محافظة الشمال من السكان.
وقد عكف بعض الغزيين على توثيق عودتهم إلى مخيم جباليا وغيره من المناطق، بعد انسحاب جيش الاحتلال.
ومع أن العودة إلى الشمال كانت محفوفة بالمخاطر نظرًا إلى عدم بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، فإن النازحين شدوا رحالهم إلى بيوتهم بحثًا عن ما تبقى منها.
وقالت نور عاشور وهي تتحسس موقع دارها وتبحث عنه وسط الركام: “عرفت موقع دارنا من النخلة اللي واقفة يخلف عليهم بجد!”.