تعتزم فرنسا خفض وجودها العسكري في غرب إفريقيا ووسطها، مما قد يأتي بنتائج عكسية، ويزيد من تقليص نفوذ القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة.
وسلم مبعوث فرنسي من الرئيس إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع تقريرًا به مقترحات عن كيفية خفض فرنسا وجودها العسكري في تشاد والغابون وساحل العاج، حيث تنشر قوات لها منذ عقود.
فرنسا تعتزم خفض وجودها العسكري في إفريقيا
ولم تُنشر تفاصيل التقرير، لكن مصدرين قالا لوكالة رويترز: إن “الخطة تقوم على خفض عدد القوات إلى 600 من نحو 2200 الآن”.
وأضاف المصدران أن تشاد ستحتفظ بأكبر عدد بواقع 300 نزولًا من ألف.
لكن في تحرك باغت المسؤولين الفرنسيين، أنهت حكومة تشاد أمس الخميس على نحو مفاجئ اتفاق تعاون دفاعي مع فرنسا. وقد يجعل ذلك جميع القوات الفرنسية تغادر الدولة الواقعة في وسط القارة.
وأمس الخميس، أعلن وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله، أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، بعيد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي جان-نويل بارو لنجامينا.
وقال كلام الله في بيان نشرته وزارته على صفحتها في موقع فيسبوك: إن “حكومة جمهورية تشاد تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقّعة مع الجمهورية الفرنسية”.
وفي بيانه أوضح الوزير التشادي أنّ “هذا القرار الذي اتُّخذ بعد تحليل معمّق، يمثّل نقطة تحوّل تاريخية. في الواقع، بعد 66 عامًا على إعلان قيام جمهورية تشاد، حان الوقت لأن تؤكّد تشاد سيادتها الكاملة، وأن تعيد تحديد شراكاتها الإستراتيجية بناء على الأولويات الوطنية”.
وكان الوزير التشادي قال للصحافيين إثر اجتماع بين الوزير الفرنسي والرئيس محمد إدريس ديبي في نجامينا إنّه يدعو فرنسا لأن “تعتبر من الآن فصاعدًا أنّ تشاد نمت ونضجت”، وأنّ “تشاد دولة ذات سيادة وتغار بشدة على سيادتها”، لكن من دون أن يشير إلى عزم بلاده على فسخ اتفاقيات التعاون الدفاعي التي تربطها بفرنسا.
وفي ضربة مماثلة لفرنسا، قال الرئيس السنغالي بشير جوماي فاي للتلفزيون الفرنسي أمس الخميس: إن “من غير الملائم أن تواصل القوات الفرنسية بقاءها في بلاده، حيث يوجد 350 منها حاليًا”.
ويأتي قرار فرنسا مراجعة وجودها في غرب إفريقيا بعدما اضطر جنودها للانسحاب من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عقب انقلابات عسكرية في الدول الثلاث وانتشار المشاعر المناهضة لفرنسا.
ولفت دبلوماسيون إلى أن تلك أيضًا إحدى التبعات لتحويل باريس مزيدًا من اهتمامها إلى أوروبا وسط الحرب في أوكرانيا وتزايد القيود على الميزانية.
وذكر المصدران أن المراجعة تحمل تصورًا بأن يركز الجنود الفرنسيون في المنطقة على التدريب وتبادل معلومات المخابرات والاستجابة لطلبات الدول من أجل المساعدة، بناء على احتياجاتهم.