لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل غاراته على مختلف المناطق اللبنانية، حيث استشهد السبت أكثر من 50 شخصًا لاسيما في العاصمة بيروت والبقاع والجنوب، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما شدّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن تل أبيب “ستواصل التحرك بحزم” ضد حزب الله.
واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع ثلاثة انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت.
شهداء في بيروت والبقاع والجنوب
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 20 شخصًا وإصابة 63 آخرين في الضربات الإسرائيلية على البسطة، فيما تتواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
وكان النائب عن حزب الله أمين شري قد نفى في تصريح للصحافيين أن تكون الغارة في منطقة البسطة قد استهدفت قياديًا في الحزب. كما استهدفت السبت ضربات ضاحية بيروت الجنوبية غداة غارات عنيفة على هذه المنطقة وعلى جنوب لبنان وشرقه.
واستهدفت غارة إسرائيلية مجددًا مساء السبت معبر القاع-جوسيه بين سوريا ولبنان، على ما أفاد وزير النقل اللبناني علي حمية “فرانس برس”، موضحًا أن الغارة طالت “المكان نفسه” الذي قصف مرتين سابقًا.
واستشهد 38 شخصًا على الأقل بضربات إسرائيلية في شرق لبنان وجنوبه، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
والسبت أعلن جيش الاحتلال إصابة أحد جنوده بجروح خطرة في الجنوب اللبناني. وقال الجيش في بيان مقتضب: “أصيب عسكري من كتيبة 13 التابعة للواء غولاني بجروح خطيرة في وقت سابق اليوم خلال اشتباك في جنوب لبنان”.
وأضاف أنه “تم نقل العسكري للمستشفى لتلقي العلاج، كما تم إبلاغ عائلته”.
وبذلك، يرتفع عدد المصابين بجروح خطيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 792 عسكريًا، من إجمالي 5414 إصابة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق معطيات رسمية.
استهداف المسعفين مستمر
إلى ذلك، لاحقت مسيّرات إسرائيلية، السبت، مسعفين في قضاء صور جنوبي لبنان، قبل أن تغتال اثنين منهم وتصيب 4 آخرين.
يأتي ذلك غداة استشهاد علي ركان علام، مدير مستشفى دار الأمل الجامعي (خاص) و6 من العاملين في المستشفى بغارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية على منزل علام ببلدة دورس في قضاء بعلبك شرقي لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن “مسيّرة إسرائيلية استهدفت، السبت، فريقًا إسعافيًا خلال توجهه إلى بلدة عين بعال التابعة لقضاء صور لإتمام عمله الإنقاذي”.
وأضافت: “لدى مسارعة فريق إسعافي ثان لإنقاذ المصابين من الفريق الأول، لاحقته أيضا مسيرة إسرائيلية واستهدفته، ما أدى إلى سقوط شهيدين وإصابة أربعة بجروح من كلا الفريقين”.
تواصل عمليات حزب الله
وفي سياق متصل، أعلن حزب الله، السبت، عن تنفيذ نحو 32 عملية ضد القوات الإسرائيلية حيث استهدف بصواريخ ومسيّرات قاعدة وموقعًا عسكريًا ومدينتي صفد وعكا وحيفا و4 مستوطنات شمالي إسرائيل.
وأضاف أنه استهدف كذلك 16 تجمعًا لجنود ودبابتين شمالي إسرائيل وجنوبي لبنان، واشتبك مع قوتين إسرائيليتين جنوبي لبنان وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح، ما يرفع عدد الهجمات والتصديات التي نفذها، السبت، إلى 32.
جاء ذلك في سلسلة بيانات نشرها الحزب عبر حسابه على منصة تلغرام.
وقال الحزب إنه “استهدف بصلية صاروخية قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا، التي تعد المقر الإداري لقيادة لواء غولاني”.
وأضاف أنه “استهدف موقع مشمار الكرمل للدفاع الجوي والصاروخي بصلية من الصواريخ النوعية”. ولفت إلى أن هذا الموقع يقع جنوب مدينة حيفا، على بعد 40 كلم من الحدود اللبنانية.
وأردف أنه “استهداف بصليات صاروخية صفد و4 مستوطنات هي كريات شمونة (مرتين) وديشون، وأفيفيم، وميرون”.
وضمن هجماته على شمال إسرائيل أيضًا، قال حزب الله إنه “استهدف بصلية صاروخية 4 تجمعات لجنود في مستوطنات المالكية وحانيتا وبرعام والمنارة”.
أمّا في جنوب لبنان، فقال الحزب إنه “استهدف بصليات صاروخية وقذائف مدفعية 12 تجمعًا لقوات إسرائيلية”. وتشمل هذه الاستهدافات 7 تجمعات لجنود شرقي بلدة الخيام، و4 تجمعات عند منطقة مثلث دير ميماس (تقاطع طرق يربط بين بلدات دير ميماس والقليعة وكفركلا)، وتجمع في بلدة شمع.
وفي بلدة شمع كذلك، أعلن “حزب الله” قصف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بصاروخ موجه، “ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
كما أفاد باستهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بصاروخ موجه عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة؛ “ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
كذلك، تحدث الحزب عن وقوع اشتباكين من قوات إسرائيلية الغازية للجنوب اللبناني.
الاشتباك الأول “جرى بأسلحة رشاشة وصاروخية من مسافة قريبة مع قوة إسرائيلية كان تحاول التسلل إلى بلدة دير ميماس، ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح”.
أما الاشتباك الثاني فـ”وقع مع قوة إسرائيلية كانت تتقدم باتجاه بلدة البياضة؛ ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح”.