أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل سترسل وفدًا إلى قطر “نهاية الأسبوع” لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل يومه الـ17 ضمن المرحلة الأولى.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان عقب لقاءات بين نتنياهو ومستشارين للرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن: “إسرائيل تستعد لإرسال وفد إلى الدوحة نهاية الأسبوع لمناقشة تفاصيل مرتبطة بمواصلة تنفيذ الاتفاق”.
“لا ضمانات بأن اتفاق غزة سيصمد”
وكان ترمب قد أشار عشيّة لقائه نتنياهو، أنّ “لا ضمانات” على أنّ وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ تولّيه السلطة قبل أسبوعين سيظلّ صامدًا، وقال للصحافيين في البيت الأبيض: “ليست لديّ أيّ ضمانة بأنّ السلام سيصمد”.
لكنّ المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي كان جالسًا إلى جانب ترمب سارع إلى القول إنّ الهدنة “صامدة حتى الآن ونحن بالتالي نأمل حتمًا، بأن نُخرج الرهائن وننقذ أرواحًا ونتوصّل، كما نأمل، إلى تسوية سلمية للوضع برمّته”.
وأتت هذه التصريحات بعيد وصول نتنياهو إلى واشنطن في زيارة يبحث خلالها المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، وسيلتقي نتنياهو اليوم ترمب الذي أكّد تحقيق “تقدم” في المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى.
قطر تؤكد ضرورة وفاء نتنياهو بالتزامه
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، يوم أمس الإثنين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وضع الشرق الأوسط على مسار السلام، وإن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيجاد سلام دائم أمر بالغ الأهمية.
وأضاف الأنصاري في مقابلة مع موقع أميركي أنه كان من المفترض أن ترسل إسرائيل وفدًا إلى العاصمة القطرية الدوحة لبدء المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الأمر تأجل انتظارًا للقاء الرئيس ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
ودعا الأنصاري ترمب إلى نقل رسالة لنتنياهو بضرورة الوفاء بالتزامه وإرسال فريقه التفاوضي إلى الدوحة فور عودته إلى إسرائيل، كما دعا إلى نقل مدى إيمان ترمب بجهود الوساطة وعودة الرهائن إلى ديارهم، وأكد أن المفاوضات يجب أن تمضي قدمًا، وفقًا للأنصاري.
وقال الأنصاري خلال المقابلة إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بدأ عندما أرسل ترمب مبعوثه ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط، مما مكن من تمرير الصفقة والحصول على موافقة الطرفين.
استعداد حماس
في المقابل، أكد مصدران من حماس أنّ الحركة “جاهزة” لخوض المرحلة الثانية من المفاوضات، وقال مصدر قيادي في الحركة لوكالة فرانس برس، إنّه “من المقرر أن تبدأ المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية للمفاوضات اليوم (أمس الإثنين)، حماس أبلغت الوسطاء خلال الاتصالات الجارية واللقاءات التي عقدت مع الوسطاء المصريين الأسبوع الماضي في القاهرة بأنّنا جاهزون لبدء جولة المفاوضات للمرحلة الثانية”.
ووصل نتنياهو الأحد إلى العاصمة الأميركية حيث سيكون أول زعيم أجنبي يستقبله ترمب بعد تنصيبه، ما يرمز إلى التحالف الثابت بين البلدين، وهي زيارة تتزامن مع مواصلة إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة بدأتها في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأجرى نتنياهو الإثنين محادثات مع ويتكوف الذي سيلتقي في وقت لاحق من هذا الأسبوع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولين مصريين كبارًا يؤدون دور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة.
وأعلن نتنياهو قبل سفره إلى الولايات المتحدة أنه سيبحث الثلاثاء مع ترمب “الانتصار على حماس، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده”. وأشار إلى أن قرارات إسرائيل أثناء الحرب أعادت تشكيل الشرق الأوسط، وهو أمر يمكن لدعم ترمب أن يدفع به إلى الأمام.
وقال نتنياهو: “أعتقد أنّه من خلال العمل من كثب مع الرئيس ترمب، سيكون بإمكاننا إعادة رسم (خارطة الشرق الأوسط) بشكل إضافي وأفضل”، فيما أكد ترمب بدوره مساء الأحد أنّ المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل وعدد من الدول الأخرى تحرز “تقدمًا”.
تهجير الفلسطينيين من غزة
وقال الرئيس الجمهوري: “أعتقد أنّ هناك اجتماعات كبيرة على جدول أعمالنا” أثناء زيارة نتنياهو، كما من المقرر في هذا السياق أن يستقبل ترمب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 11 فبراير/ شباط.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال لترمب في مكالمة هاتفية السبت إنّ المجتمع الدولي “يعوّل” على قدرته “على التوصل إلى اتفاق سلام دائم”.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، اقترح ترمب “تطهير” غزة ونقل الفلسطينيين إلى أماكن “أكثر أمانًا” مثل مصر أو الأردن، ما أثار احتجاجات دولية. واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن مقترح ترمب هذا “يرقى إلى تطهير عرقي”.
وألغى ترمب الحظر المفروض على تسليم إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل (حوالي 900 كيلوغرام)، بعدما كان سلفه الديمقراطي جو بايدن قد علّق هذه الإمدادات. كما ألغى الملياردير الجمهوري عقوبات مالية مفروضة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف بحق فلسطينيين.
وستتناول المحادثات بين ترمب ورئيس الحكومة الإسرائيلي على الأرجح التنازلات التي يتحتم على نتنياهو تقديمها من أجل تحريك عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وبدت هذه الآلية على السكة حتى اندلاع الحرب في غزة. وتشترط الرياض منذ ذلك الحين وضع مسار فعلي لإقامة دولة فلسطينية مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، لكنّ جزءًا من التحالف الحكومي في إسرائيل يريد استئناف القتال في غزة بمجرّد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة.