شرعت وزارة التربية في المغرب اليوم الإثنين، باعتماد إجراءات واسعة في المدارس لمواجهة تفشّي داء الحصبة الذي يُطلق عليه محليًا اسم “بوحمرون”.
وأفادت وزارة الصحة المغربية بتسجيل 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة جراء داء الحصبة منذ سبتمبر/ أيلول 2023.
وبدأ تفشّي المرض بشكل كبير أواخر 2023، بجهة سوس ماسة (وسط)، ثم انتقل تدريجيًا ليشمل مناطق مجاورة في جهة مراكش آسفي (شمال)، قبل انتشاره في جهات الأخرى.
وداء الحصبة هو مرض فيروسي، حيث تظهر بقع حمراء كثيرة على الجلد، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى حد الوفاة.
وتُصيب الحصبة الجهاز التنفّسي أولًا، ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتشمل أعراضها الحمى الشديدة، والسعال، وسيلان الأنف، وظهور طفح جلدي ينتشر في جميع أنحاء الجسم. ويُعتبر التلقيح أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بالحصبة، ومنع انتقالها إلى الآخرين.
ويجب تلقّي أول جرعة من اللقاح ضد الحصبة بعمر الأشهر التسعة،
ما هي إجراءات الوقاية من الحصبة في المغرب؟
وقالت وزارة التربية إنّ “تفعيل هذه الإجراءات الوقائية جاء بعدما سجّلت منحى تصاعديًا من حيث عدد الإصابات والحالات الحرجة والوفيات”.
وأوضحت أنّ الإجراءات تشمل حملة تلقيح إلزامي في المدارس انطلاقًا من الإثنين، واستبعاد الحالات المُسجّلة من المدرسة، واستبعاد التلاميذ الذين رفض آباؤهم التلقيح لفترة معينة، ومنع الاكتظاظ.
كما تشمل الإجراءات إغلاق المدارس التي تُسجّل فيها بؤر وبائية، واعتماد التعليم عن بعد في حالات معينة.
وكشف مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة المغربية محمد اليوبي السبت، أنّ مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة شمال البلاد، هي أكثر المناطق التي تُسجّل انتشارًا سريعًا لحالات الإصابة بداء الحصبة، تليها جهة فاس مكناس وسط المغرب، ثمّ الرباط والقنيطرة، والدار البيضاء-سطات، ومناطق في جهة مراكش-آسفي.
ورُصدت الإصابات بشكل أكبر بين الأطفال الرضع الذين لم يبلغ عمرهم التسعة أشهر، ثمّ مَن هم دون عمر الـ 17 شهرًا، أي قبل موعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح بشهر.
وفي الوقت الذي سُجّلت فيه إصابات بين البالغين، إلا أنّ أغلب الحالات هي لأطفال دون 12 عاما.
وبالنسبة للوفيات، أوضح المسؤول المغربي أنّ 42% ممن توفوا بداء الحصبة هم أطفال لم يتجاوزوا السنوات الخمس من عمرهم.
كما بلغت نسبة الوفيات لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 37 سنة، 24% من مجموع الوفيات.
وأوضح اليوبي أنّ جُلّ من تُوفوا بالداء هم أشخاص لم يتلقّوا لقاحًا ضد المرض.