يُعتبر الخلّ بمذاقه الحامض الشهير ورائحته الحادة، نجم المطبخ متعدّد الاستخدامات. ونظرًا لأنّه يُعزّز الطعم من دون إضافة الكثير من السعرات الحرارية، فهو يُعتبر أحد أكثر التوابل الصحية المستخدمة في العديد من الأطباق كالسلطات واللحوم.
كما أنّه جزء أساسي من حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائي الصحي للقلب، ناهيك عن أنّه يدخلّ في النظام الغذائي لجميع الثقافات حول العالم.
ويُمكن حفظ الخلّ على الرفوف، ويمكن استخدامه في عدد من الوصفات، ما يجعله مكونًا مفيدًا في المطبخ. وبسبب مستوياته الحمضية العالية، يتمتّع الخلّ بفترة صلاحية غير محددة تقريبًا ولا يحتاج إلى تبريد.
ما هو الخلّ؟
الخلّ هو نتاج لتخمير عنصر يحتوي على السكر على غرار التفاح أو العنب. أثناء التخمير، يتمّ تحويل السكريات إلى الإيثانول الذي يتحوّل بدوره إلى مُركّب يُسمّى حمض الأسيتيك. وينتج عن ذلك سائل منعش وحامض المذاق يُعرف بالخلّ.
وعلى الرغم من توفر عدد من أنواع الخلّ، إلا أنّ بعضها غنّي بالمركبات الداعمة للصحة ويرتبط بفوائد أكثر من غيره.
هل الخلّ مفيد للصحة؟
بحسب موقع “today.com”، فإنّ الخلّ يتمتّع بفوائد صحيّة متنوّعة، أهمها:
- يُساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم؛
- يُساعد على خفض نسبة الكوليسترول وضغط الدم؛
- يُقلّل خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية مثل السرطان؛
- يُحسّن صحة الأمعاء.
ما هي أنواع الخلّ الصحيّة المختلفة؟
اعتمادًا على المادة التي يتمّ تصنيعها بها وكيفية صنعها، يُمكن أن يأخذ الخلّ مجموعة متنوّعة من النكهات والألوان، ناهيك عن الفوائد الصحية لكل نوع.
1- خلّ التفاح
تمّ ربط استهلاك خلّ التفاح بانتظام ببعض الفوائد الصحية، نظرًا لمحتواه الغني من حمض الأسيتيك، والذي ثبت أنّه يُحسّن امتصاص الغلوكوز الخلوي ويمنع إنتاج الكوليسترول عن طريق الكبد.
ووجدت مراجعة لتسع دراسات، أنّ استهلاك خلّ التفاح أدى إلى انخفاض ملحوظ في إجمالي الكوليسترول، ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام، ومؤشر التحكم في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل (HbA1C).
كما أنّ خلّ التفاح خالٍ من السعرات الحرارية والكربوهيدرات. ويمكن أن يحلّ محل التوابل ذات السعرات الحرارية العالية والسكرية، مثل بعض صلصات السلطة. وله طعم فاكهي حامض، ويُستخدم عادة في السلطات والمُخلّلات والمخبوزات.
2- خلّ النبيذ الأحمر
إنّ المحتوى العالي من حمض الأسيتيك في خلّ النبيذ الأحمر يمنحه خصائص خفض نسبة السكر في الدم.
ووجدت دراسة شملت 45 شخصًا يعانون من زيادة الدهون في البطن، أن المشاركين الذين تناولوا خلّ النبيذ الأحمر يوميًا لمدة ثمانية أسابيع شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الغلوكوز والأنسولين أثناء الصيام مقارنة بالمجموعات الأخرى.
ووجدت دراسة أخرى أنّ البالغين الأصحاء الذين تناولوا ملعقتين كبيرتين من خلّ النبيذ الأحمر مرتين يوميًا لمدة أربعة أسابيع، شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب المبلغ عنها ذاتيًا.
خلّ النبيذ الأحمر يخفّض نسبة السكر في الدم- غيتي
ورجّح الباحثون ذلك لاحتواء خلّ النبيذ الأحمر على نسبة عالية من مضادات الأكسدة من مادة البوليفينول، والتي ثبت أنّها تُقلّل الالتهاب المُرتبط بالاكتئاب، بالإضافة إلى تأثيره على التربتوفان، وهو حمض أميني يُمثّل مقدّمة الناقل العصبي السيروتونين الذي ينظّم المزاج.
ويُشير هذا إلى أنّ تناول خلّ النبيذ الأحمر بانتظام يُمكن أن يفيد في التحكّم في نسبة السكر في الدم وجوانب معينة من صحتك العقلية.
كما أنّ خلّ النبيذ الأحمر خالٍ من السعرات الحرارية، ويمكن إضافته إلى تتبيلات السلطة والمُخلّلات واستخدامه لتعزيز نكهة الأطباق مثل سلطة البطاطس.
3- الخلّ البلسمي
يتمتّع الخلّ البلسمي التقليدي بالمركبات الفينولية مثل الأوجينول، و4-إيثيل جواياكول، والفانيلين، والتي لها خصائص قوية لوقاية الخلايا.
وتُشير بعض الأدلة إلى أنّ الخلّ البلسمي قد يُحسّن تنظيم نسبة الغلوكوز (السكر) في الدم بعد الوجبات الغنية بالكربوهيدرات عن طريق تقليل نشاط الأميليز البنكرياس، وهو إنزيم هضمي يكسر النشا إلى سكريات بسيطة يتم امتصاصها في مجرى الدم.
إنّ إضافة الخلّ البلسمي إلى الوجبات الغنية بالكربوهيدرات قد يُحسّن مستويات السكر في الدم بعد الوجبة.
يتمتّع الخلّ البلسمي التقليدي بخصائص قوية لوقاية الخلايا- غيتي
يتمّيز الخلّ البلسمي المصنوع تقليديًا بقوام سائل، وهو أكثر سماكة من أنواع الخلّ الأخرى. ويتمتّع بنكهة مُعقّدة وحلوة وحامضة ويستخدم عادة كتوابل ويُضاف إلى وصفات مثل أطباق اللحوم والمعكرونة.
وعلى عكس أنواع الخلّ الأخرى، يحتوي الخلّ البلسمي على سعرات حرارية وكربوهيدرات. وتوفّر ملعقة كبيرة 50 سعرة حرارية و12.5 غرامًا من الكربوهيدرات. كما أنه يحتوي على كميات ضئيلة من المعادن، مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم.
4- خلّ الأرز
خلّ الأرز هو نوع من خلّ الحبوب، ويمكن صنعه عن طريق تخمير الأرز الأبيض أو البني في الماء حتى تتحوّل السكريات الموجودة في الأرز إلى كحول. ثمّ يتم تحويل الكحول إلى حمض الأسيتيك لتكوين خلّ الأرز.
على الرغم من أنّ الأبحاث محدودة حول التأثيرات الصحية لخلّ الأرز، إلا أنّه يحتوي على مكوّنات قوية مضادة للأكسدة، بما في ذلك البوليفينول، والتي قد تدعم الصحة عن طريق الحماية من تلف الخلايا. ونظرًا لأنه يحتوي على نسبة عالية من حمض الأسيتيك، قد يُفيد خلّ الأرز أيضًا مستويات السكر في الدم والدهون في الدم، إذا تمّ استهلاكه بكميات أكبر.
يُفيد خلّ الأرز مستويات السكر في الدم والدهون في الدم- غيتي
يتمتّع خلّ الأرز بنكهة حامضة خفيفة وحسّاسة، ويستخدم بشكل شائع في الوصفات الآسيوية، مثل البطاطس المقلية والصلصات. وخلّ الأرز على غرار خلّ التفاح، خالي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، ما يجعله خيارًا مفيدًا للأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، مثل مرضى السكري.
5- خلّ جوز الهند
خلّ جوز الهند غني بمضادات الأكسدة، مثل المركبات الفينولية والأحماض العضوية، والتي قد تدعم الصحة العامة عن طريق الحماية من تلف الخلايا.
على الرغم من أن الأبحاث البشرية محدودة، إلا أنّ الدراسات التي أجريت على الحيوانات تُشير إلى أنّ خلّ جوز الهند قد يحمي من الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بتلف الأنسجة والالتهابات المزمنة ويُعتبر المُحرّك الرئيسي وراء ظهور وتطوّر العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
وتُشير الدراسات التي أُجريت على القوارض، إلى أنّ خلّ جوز الهند قد يُساعد في خفض مستويات السكر في الدم والدهون في الدم، على الرغم من عدم تأكيد ذلك عند البشر.
وخلّ جوز الهند منخفض جدًا في السعرات الحرارية والكربوهيدرات، ويحتوي فقط على 10 سعرات حرارية وغرامين من الكربوهيدرات لكل ملعقة كبيرة. وهو لذيذ في وصفات مثل الكاري وأطباق المعكرونة ويمكن إضافته إلى الصلصات.
6- خلّ كوروزو
خلّ كوروزو هو نوع من الخلّ الياباني يُصنع عن طريق تخمير الأرز المطهو على البخار باستخدام قالب يسمى “كوجي”، في أوعية خزفية لمدة ستة أشهر إلى ثلاث سنوات. له لون عنبري غامق ونكهة حلوة وحامضة معقدة.
وتبيّن أنّ هذا الخلّ الفريد يتمتّع بخصائص مضادة للسرطان وداعمة للمناعة وواقية للخلّايا. وتُشير الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، إلى أنّ استهلاك خلّ كوروزو قد يحمي صحة الدماغ عن طريق قمع الخلل المعرفي وتراكم لوحة الأميلويد في الدماغ. ولويحات الأميلويد هي رواسب بروتينية تُشارك في ظهور مرض الزهايمر وتطوره.
وعلى الرغم من أنّ هذه النتائج واعدة، إلا أنّه لا يُوجد حاليًا أي دليل على أنّ خلّ كوروزو له نفس التأثير على البشر.
وخلّ كوروزو خالي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، ما يجعله بهارًا آخر صديقًا للسكر في الدم. ويُمكن إضافته إلى عدد من الوصفات، بما في ذلك أطباق الأرز، وهو لذيذ في المُخلّلات.
7- خلّ التمر
يتم تصنيع خلّ التمر عن طريق تخمير التمر في الماء، ما ينتج عنه خلّ غني ذو طعم حامض وحلو.
ومن المثير للاهتمام أنّ الدراسات تُشير إلى أنّ تناول كميات كبيرة من خلّ التمر قد يكون له آثار مفيدة على صحة القلب. ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 76 شخصًا يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، أنّ المشاركين الذين تناولوا 30 ميلليتر من خلّ التمر يوميًا لمدة ثمانية أسابيع شهدوا انخفاضًا كبيرًا في كوليسترول البروتين الدهني الكلي ومنخفض الكثافة (LDL)، والبروتين الدهني B (ApoB)، وهو بروتين مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
كما خفّض خلّ التمر مستويات بروتين سي التفاعلي (CRP)، ما يُشير إلى أنّه يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات.
ويحتوي خلّ التمر على حمض الأسيتيك ومضادات الأكسدة مثل المركبات الفينولية، والتي يُعتقد أنّها مسؤولة عن فوائده الصحية. كما يحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية وصفر كربوهيدرات لكل ملعقة كبيرة.
ويُمكن استخدام خلّ التمر في الصلصات والمخلّلات، ويُمكن رشّه على أطباق اللحوم والأسماك.
ما هي كمية الخلّ الآمنة للتناول؟
اذا كنت ممن يشربون الخلّ، التزم بملعقة أو ملعقتين كبيرتين من الخلّ المخفّف في 8 إلى 12 أونصة من الماء، أو قم بتخفيفه مع الطعام عن طريق استخدامه في الصلصة أو رشّه فوق السلطة.
الخلّ يُمكن أن يضر مينا الأسنان، لذا لا تدعه يبقى في فمك، واشطف فمك بالماء العادي بعد شربه.