أمرت النيابة العامة في ليبيا الأربعاء بحبس شخصين متهمين باحتجاز وتعذيب مهاجرين غير نظاميين في منطقة الواحات بجنوب شرق البلاد، الخاضعة لسيطرة قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر.
وأوضح مكتب النائب العام في بيان أن النيابة أمرت بـ”حبس اثنين ينتمون لعصابة إجرامية، تعمَّد أفرادها حجز حرية مهاجرين غير شرعيين” مورست عليهم “أساليب التعذيب؛ والمعاملة القاسية والمهينة؛ واللاإنسانية” لغرض إجبار ذويهم على دفع فدية.
احتجزا حرية 26 مهاجرًا
ولفت المكتب إلى تورط المتهمين في “حجز حرية 26 مهاجرًا غير شرعي؛ لإرغام ذويهم على دفع 17 ألف دولار نظير إطلاق سراح كل مهاجر صومالي؛ ودفع 10 آلاف دولار نظير إطلاق سراح كل مهاجر ينتمي إلى إرتريا”.
وأوضح أنه يتم إجراء تحريات للقبض على بقية عناصر “التشكيل العصابي”.
ولم تكشف النيابة العامة عن عدد المهاجرين الذين تم تعذيبهم، لكنها نشرت صورًا لثلاثة مهاجرين أفارقة تعرضوا للتعذيب بشكل “صادم”، وتظهر علامات جروح “بالغة” على “ظهورهم” و”أقدامهم”.
وضع أمني هش
وتتكرر عمليات احتجاز وتعذيب مهاجرين في ليبيا. ويحاول العديد من المهاجرين الوصول إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية معرضين حياتهم للخطر. لكن آلافًا منهم يعيشون في ليبيا منذ سنوات بصورة غير نظامية، ويعملون في الزراعة والبناء والتجارة، لا سيما في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي.
ومنذ عام 2011، تعاني ليبيا انقسامات سياسية ووضعًا أمنيًا هشًا، إذ تدير شؤون البلاد حكومتان: الأولى في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان وقائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر.
ويغذي هذا الانقسام انتشار الجماعات المسلحة ذات الولاءات المتغيرة وتطور شبكات اتجار في الوقود والبشر ترتبط بشبكات تهريب عابرة للقارات، خاصة من إفريقيا.