أعلنت الشرطة الأوكرانية أن صاروخين أصابا مركزًا للشرطة في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بعد ظهر الجمعة، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 30 شخصًا آخرين في وقت ما تزال فيه المعارك على أشدها وسط حديث موسكو عن تقدم ميداني جديد على الأرض.
وكتب قائد الشرطة إيفان فيجيفسكي على فيسبوك: “اليوم، استهدف العدو الروسي مركزًا للشرطة في وسط خاركيف بصاروخين، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 26 آخرين وأربعة مدنيين”.
ونشر فيجيفسكي صورًا تظهر حفرة ضخمة بجوار كومة من الأنقاض المتبقية من المبنى، مشيرًا إلى أن الخدمة في الخطوط الأمامية في خاركيف “ترتبط بخطر يومي على الحياة” بالنسبة إلى الشرطة.
وتقع خاركيف على بعد أقل من 30 كيلومترًا من الحدود مع روسيا في شمال شرق أوكرانيا وتتعرض بانتظام لقصف روسي.
هجمات مستمرة على خاركيف
وبحسب إحصاءات نشرتها السلطات الجمعة، تعرضت خاركيف في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت لـ25 غارة روسية، 21 منها بقنابل موجهة، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص.
وأسفرت غارة على مبنى سكني الأربعاء عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان.
وقالت الشرطة الإقليمية إن الهجوم الأخير بعيد الساعة الرابعة عصرًا (14,00 ت غ) نفذ باستخدام منظومة صواريخ إس-300 الروسية المتقدمة.
في مايو/ أيار حاول الجيش الروسي شن هجوم في منطقة خاركيف بهدف معلن هو إقامة منطقة عازلة للحد من الهجمات الأوكرانية على أهداف عسكرية أو صناعية على أراضيه.
ميدانيًا أيضًا، نقلت وكالات أنباء روسية الجمعة عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الروسية سيطرت على ثلاث مناطق في شرق أوكرانيا.
وقالت الوكالات إن المناطق هي ليونيديفكا ونوفوكرينكا وشاختارسكه.
واشنطن ستقدم 425 مليون دولار إلى أوكرانيا
في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها ستقدم مساعدة عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 425 مليون دولار، وذلك غداة إعلان واشنطن أن آلافًا من الجنود الكوريين الشماليين باتوا جاهزين للمشاركة في القتال ضد قوات كييف.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إن المساعدة “ستؤمن قدرات إضافية لأوكرانيا تلبي حاجاتها الأكثر إلحاحًا وتشمل: صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي وذخائر للمنظومات الصاروخية والمدفعية وآليات مدرعة وأسلحة مضادة للدبابات”.
وأوضحت الوزارة أن الحزمة التي سيتم سحبها من المخزونات الأميركية تشمل أيضًا ذخائر جو-أرض ومعدات طبية وذخائر هدم وقطع غيار.
وتابعت: “ستواصل الولايات المتحدة العمل… لتلبية متطلبات ساحة المعركة الملحة في أوكرانيا والدفاع ضد العدوان الروسي”.
والولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لأوكرانيا، إذ تعهدت تقديم أكثر من 60 مليار دولار من الأسلحة والذخائر وغيرها من المساعدات الأمنية منذ أطلقت روسيا هجومها في فبراير/ شباط 2022.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الخميس، إن من بين 10 آلاف جندي كوري شمالي تعتقد الولايات المتحدة أنه تم إرسالهم إلى روسيا، نشر ما يصل إلى ثمانية آلاف منهم في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا.
وصرّح بلينكين في مؤتمر صحافي: “لم نر أنه تم نشر هذه القوات في قتال ضد القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع حدوث ذلك في الأيام المقبلة”.
وعزّزت روسيا وكوريا الشمالية تحالفهما السياسي والعسكري مع استمرار الحرب في أوكرانيا، لكن إرسال بيونغيانغ قوات للقتال ضد الجيش الأوكراني من شأنه أن يمثل تصعيدًا كبيرًا.