شهدت الدوحة اجتماعين بين حماس وواشنطن لبحث وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، وفق ما أفادت مصادر للتلفزيون العربي.
كما أكد إعلام عبري مساء الأربعاء، عقد إدارة الرئيس دونالد ترمب محادثات مباشرة مع حركة حماس بشأن الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة يحملون الجنسية الأميركية.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية الخاصة عن مصدرين مطلعين طلبا عدم الكشف عن هويتهما، تأكيدهما أن الحكومة الأميركية أجرت محادثات مباشرة مع حركة “حماس” بالدوحة.
وأضاف المصدران أن إسرائيل تم إطلاعها على تفاصيل هذه المحادثات.
من جانبها، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصدر مطلع قوله إن إسرائيل تلقت بالصدمة والغضب خبر فتح قناة اتصال بين الولايات المتحدة وحماس.
وأضاف المصدر أن إسرائيل قلقة للغاية من هذه الخطوة ووصفتها بالإشكالية جدًا إن أرادت استخدام عبارات تلطيفية، على حد تعبيره.
مباحثات بين آدم بوهلر وحماس
وفي وقت سابق اليوم، نشر موقع “أكسيوس” الأميركي بالتزامن مع موقع “واللا” العبري تقريرًا بشأن عقد المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، مباحثات مع مسؤولين من “حماس” في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقل الموقعان عن مصادر قالا إنها “مطلعة”، أن الهدف الأساسي للمحادثات كان الإفراج عن الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية، وهو جزء من مسؤوليات بوهلر.
وأضافت المصادر، التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بمناقشة هذه الاجتماعات الحساسة، أن المباحثات شملت أيضًا صفقة أوسع تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين بغزة، والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد.
ولفتت إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال تلك المحادثات.
وذكرت المصادر أن إدارة ترمب تشاورت مع إسرائيل بشأن التواصل مع “حماس”، لكن تل أبيب علمت بالمحادثات عبر قنوات خاصة.
محادثات “غير مسبوقة”
وقد وصف تقرير “أكسيوس”و”واللا” هذه المحادثات بأنها “غير مسبوقة”، إذ “لم يسبق للولايات المتحدة أن تواصلت مباشرة مع حماس”.
وذكر أنه لا يزال هناك 59 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، تحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.
وأضاف أن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن 22 محتجزًا بغزة لا يزالون على قيد الحياة، بينما وضعُ اثنين آخرين غير معروف.
في السياق ذاته، نقل تقرير “أكسيوس”و”واللا”عن مسؤول أميركي كبير لم يسمه، أن مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، كان يخطط للسفر إلى الدوحة هذا الأسبوع للقاء رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، ومناقشة تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع “حماس”.
وأضاف أن ويتكوف “ألغى الرحلة مساء الثلاثاء بعدما لم تُظهر حماس مرونة كافية فيما يتعلق بالمطالب الأميركية”، على حد تعبيره.
ماذا قال البيت الأبيض؟
من جهته، قال البيت الأبيض اليوم الأربعاء إن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه سلطة التفاوض مباشرة مع حماس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لصحافيين: “عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التي تشيرون لها، أولًا وقبل كل شيء، فإن المبعوث الخاص الذي شارك في تلك المفاوضات لديه السلطة”. وأضافت أنه تمت استشارة إسرائيل.
ويشير مراسل التلفزيون العربي في واشنطن عماد الرواشدة، إلى أن وسائل الإعلام الأميركية نقلت الخبر لأنه غير مسبوق، بمعنى أنه لم يسبق أن جرى أي اتصال مباشر بين الولايات المتحدة وحماس.
ويلفت الرواشدة إلى أن إسرائيل على ما يبدو لم تكن تعلم بشأن المحادثات وعلمت من طرف ثالث. كما يبدو أن هذه المفاوضات لا تتعلق بتبادل الأسرى فقط.
“ليست المرّة الأولى”
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر فلسطيني مطلع أن بوهلر التقى قبل أسابيع مسؤولين من حركة حماس في الدوحة.
وأوضح المصدر، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، أن المباحثات جرت لاستطلاع المواقف بشأن صفقة لإطلاق سراح أسرى إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية.
كما أشار المصدر إلى أنها “ليست المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا النوع من اللقاءات”.
وأضاف أن حماس أكدت للمبعوث الأميركي رغبتها في التوصل إلى صفقة شاملة لوقف الحرب، مع التأكيد على ضرورة الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.
كما لفت المصدر، إلى أن مفاتيح الإفراج عن الأسرى العسكريين تختلف عن تلك الخاصة بالمدنيين، دون التوسع في التفاصيل المتعلقة بالمناقشات.
وعند منتصف ليل السبت الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي استمرت 42 يومًا، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.