في موقف صادر عن وزارة خارجيتها، حذّرت مصر الخميس من أنّ دعم الحكومة الإسرائيلية لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن سيطرة الولايات المتّحدة على غزة وترحيل سكانّها قد “يُضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار ويقضي عليه (…) ويحرّض على عودة القتال” بين إسرائيل وحماس.
وقالت الوزارة المصرية في بيان: إنّ القاهرة “تحذّر من تداعيات التصريحات الصادرة اليوم من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
رفض التهجير
وأتى هذا التحذير بعيد إعلان وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أمر الجيش بإعداد خطة تسهّل “الهجرة الطوعية” لسكان القطاع.
وشدّد البيان المصري على أنّ القاهرة “ترفض أيّ طرح أو تصوّر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير”، محذّرًا من مخاطر ذلك “على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام”.
وأكّدت وزارة الخارجية المصرية في بيانها “ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة”، مشيرة إلى “اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في تنفيذ تصوّرات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدّد”.
وأضافت أنّ مصر تريد أن تتم إعادة الإعمار “بدون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها”.
كما شدّد البيان على أنّ مصر “ترفض تمامًا أيّ طرح أو تصور” يقوم على “تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي”، مؤكّدا أن “مصر لن تكون طرفا فيه”.
وطرح ترمب الثلاثاء خلال استقباله في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة غريبة وغير مسبوقة تقضي بأن تسيطر الولايات المتحدة على غزة بهدف إعادة إعمارها وتطويرها اقتصاديًا بعد أن يتم ترحيل سكان القطاع الفلسطيني إلى مصر والأردن اللذين سارعا إلى رفض هذه الفكرة، على غرار ما فعل الفلسطينيون أنفسهم ودول عديدة حول العالم.
“تصريحات ترمب بشأن غزة شعبوية”
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة بشأن إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع صادمة وقد تزيد من التوتر في الشرق الأوسط.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، للصحافيين: “المهم حاليًا هو تقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لكل من يحتاجها… نرى أن المهمة الأساسية حاليًا هي ضمان تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس”.
وأضافت زاخاروفا تعليقًا على تصريحات ترمب “أي حجج شعبوية وسخيفة وصادمة بشأن أي تدابير تخفيفية أخرى في المرحلة الحالية غير مثمرة ولا تساهم في حل المشكلة، بل تؤدي فقط إلى تأجيج التوتر في المنطقة وجميع المشاكل المتفاقمة بالفعل”.