قالت نقابة الصحفيين السودانيين إن النزاع المسلح في السودان، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدى إلى تعميق معاناة أوضاع الصحفيين في البلاد، الذين يعيشون أصلا ظروفا مأساوية.
وأشارت هذه النقابة إلى أنه منذ اندلاع القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي، توقفت الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في السودان، مما شرد جزءا كبيرا من الصحفيين والصحفيات.
وأضافت نقابة الصحفيين السودانيين أن العديد من العاملين في مجال الإعلام يعيشون ظروفا صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال، مشيرة إلى أن الحقيقة “غيبت عن المواطنين”.
ورصدت عددا من الانتهاكات تجاه الصحفيين منها التهديد المباشر لحياتهم، حيث تم قصف عدد من مكاتب غرفة الأخبار وسط الخرطوم، وظل العشرات منهم عالقين بأماكن عملهم التي كانت تقع في خطوط النار بين الأطراف المتقاتلة، وتعرض البعض لانتهاكات وقمع أثناء تغطيتهم للاشتباكات.
وقالت النقابة إن الطرفين المتحاربين غير راضين عن الأخبار والمعلومات التي ينقلها وينشرها الصحفيون المستقلون، ولذلك تعرض عدد منهم لتهديدات بالتصفية “في ظل مناخ تسيَّده خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي”.
ويعيش صحفيو السودان ظروفا قاسية أصلا، وبحسب مسح أجرته نقابة الصحفيين مطلع العام فإن 250 صحفياً وصحفية تركوا المهنة، بينما هناك نحو 250 آخرين أصبحوا عاطلين عن العمل.
وأوردت النقابة في تقريرها مسحا بأبرز تلك الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون، من ضرب واحتجاز وإطلاق نار. فضلا عن الطرد على غرار ما تعرض له طاقم قناة الجزيرة بمنطقة الكلاكلة، وعمليات سلب ونهب وتخريب كما تعرض له مقر صحيفة الحراك السياسي.
ونبهت إلى أن “إعلان جدة لحماية المدنيين” لم يشر لضمان حقوق الصحفيين في التنقل بحرية لأداء واجباتهم المهنية التي تكفلها القوانين المحلية والإقليمية والدولية. وطالبت النقابة جميع الأطراف بإيلاء تلك المسألة العناية القصوى، واحترام الصحفيين وتأمين الظروف المناسبة لأداء عملهم بمهنية.