أعلنت أوكرانيا الخميس أنها بصدد اختبار نظام إسرائيلي لرصد الصواريخ، مرجحة أن يكون جاهزا للاستخدام خلال شهرين، في حين ذكرت واشنطن أنه من غير المرجح أن تستخدم روسيا أسلحتها النووية، وذلك بعد إعلان موسكو استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين.
وقال السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفغن كورنيتشوك إن كييف تختبر نظاما لرصد الصواريخ صممته إسرائيل من شأنه أن يمنح بلده القدرة على صد الهجمات الصاروخية الروسية، مضيفا أنه قد يُفعّل في غضون شهرين.
وتعمل إسرائيل على تحسين دفاعاتها الجوية أساسا عبر نظام القبة الحديدية الذي تستخدمه تل أبيب لصد صواريخ تطلقها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وحرصا من إسرائيل على الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو، لم يقدم المسؤولون الإسرائيليون تفاصيل عن نظام رصد الصواريخ الذي تطوّره لصالح كييف.
وقال السفير كورنيتشوك إن النظام مزود ببيانات من الرادارات الأوكرانية ويخضع للاختبار حاليا في العاصمة كييف.
وأضاف لوكالة رويترز أن النظام “يسمح بتحديد الأجسام المختلفة، ومنها الصواريخ الباليستية، ويجري حسابات لمعرفة وجهتها، وهذا يسمح لنا بشكل أساسي بإغلاق أجزاء معينة من البلاد بدلا من البلد بأكمله”، في إشارة إلى أوامر الاحتماء من الضربات الجوية التي تصدر عند التعرض لهجوم.
وأشار إلى أن النظام عند اكتماله سيحذر سكان المناطق التي تكون على وشك التعرض للقصف بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة الروسية، إما عن طريق إطلاق صفارات الإنذار وإما بإرسال تحذير على الهواتف المحمولة.
اللجوء للسلاح النووي
في سياق متصل، قالت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هينز إنه من غير المرجح أن تستخدم روسيا أسلحتها النووية.
وأضافت أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “إنه أمر غير مرجح بالمرة، هذا هو تقييمنا الحالي”.
ويرى مراقبون أن ذلك يشير إلى التزام موسكو بضبط النفس حتى في الوقت الذي تتكبد فيه خسائر فادحة في الحرب بأوكرانيا والهجوم الأخير بالمسيرات على الكرملين.
وعقب اندلاع حرب أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022 لوّح مسؤولون روس بإمكانية استخدام السلاح النووي إذا تعرضت موسكو لخطر يهدد أمنها القومي.
ونهاية العام الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده قد تفكر بشكل رسمي في إضافة إمكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لنزع سلاح خصم لعقيدتها العسكرية، وذلك بعد أيام فقط من تحذيره من أن نشوب حرب نووية آخذ في التزايد، ملقيا باللوم على الغرب.
غارات وانفجارات
ميدانيا، دوّت انفجارات لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة في كييف التي شهدت ليل الخميس سلسلة هجمات جاءت بعد إعلان موسكو صد هجمات بالمسيرات استهدفت مقر الكرملين.
وأبلغ فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف عن “انفجارات وحرائق في منطقة سولوميانسكي في العاصمة”، محذرا من احتمال وجود حطام طائرات مسيّرة.
من جهته، قال سيرغي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية لكييف صباح أمس الخميس “لم تشهد مدينتنا مثل هذه الضربات المكثفة منذ بداية هذه السنة”، مضيفا أن هذا هو اليوم الثالث من محاولات شنّ ضربات على كييف في مايو/أيار الجاري.
وجاءت هذه التطورات بعد وعيد روسي صريح بأن الرد على استهداف مقر الحكم ومقر عمل الرئيس فلاديمير بوتين سيكون صارما.
كما تزامن ذلك مع هجوم روسي واسع على مقاطعات الجنوب بعشرات المسيرات، أعلنت كييف إسقاط عدد كبير منها. من جهتها أعلنت روسيا إسقاط مسيرة أوكرانية حاولت استهداف مطار عسكري.
خيرسون وأوديسا وميكولايف
وفي أنحاء أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع انفجارات ضخمة هزت مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
وكانت سلطات خيرسون الأوكرانية أعلنت أمس الخميس ارتفاع عدد قتلى الهجوم الروسي بالمقاطعة إلى 23 والجرحى إلى 50. وقال حاكم المقاطعة إن القصف الروسي تركز على مركز المدينة، وعلى القرى والبلدات الواقعة على خط التماس.
وقد أعلن الجيش الأوكراني إسقاط 18 مسيرة روسية من أصل 24 أطلقت على جنوبي البلاد انطلاقا من بحر آزوف.
وفي مقاطعة أوديسا، أكدت الإدارة العسكرية استهداف المدينة بـ15 مسيرة أسقطت الدفاعات الجوية 12 منها، واستهدفت الثلاث الأخريات إحدى المؤسسات التعليمية في المقاطعة.
أما في ميكولايف، فأكدت السلطات المحلية إسقاط عدد من المسيرات الروسية في بعض أراضي المقاطعة، لا سيما في منطقتي أوتشاكوف وكستروب.