عبّر مسؤولون إسرائيليون عن أملهم في التوصل إلى اتفاق يتيح الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة يوم السبت المقبل، وعدم “تفجير” اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أن ما سمّته “نقطة الاختبار” ستكون مع تسليم حركة حماس، يوم الجمعة المقبل، قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة.
“الاكتفاء بالإفراج عن 3 محتجزين”
وفي هذا السياق، أفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة بأن إسرائيل “مررت رسائل إلى حماس عبر الوسطاء تفيد برغبتها في استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتطبيق الاتفاق كما هو، وعدم زيادة عدد الأسرى الأحياء الذين سيفرج عنهم يوم السبت”، خلافًا لما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، في تصريحات إنّ “الحكومة تنوي الاكتفاء بالإفراج عن ثلاثة محتجزين السبت، رغم الدعم الذي حصلنا عليه من ترمب بفتح أبواب جهنم على غزة”، وفق قوله.
وأشار المراسل أحمد دراوشة إلى أن جميع وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن تفاؤل إسرائيلي بحل الأزمة مع حركة حماس قبل يوم السبت المقبل.
استدعاء قوات الاحتياط
ورغم ذلك، يتزايد القلق من انهيار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث استدعى الجيش الإسرائيلي قوات احتياط استعدادًا لاحتمال استئناف القتال في غزة إذا لم تلتزم حركة حماس بإطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين مع انقضاء مهلة محددة لذلك يوم السبت، وبالتالي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ نحو شهر.
يأتي ذلك مع تصاعد الغضب في الدول العربية من خطة الرئيس دونالد ترمب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل سكانها الفلسطينيين إلى مناطق أخرى وبناء منتجع دولي على الشاطئ.
وقالت حماس إن مصر وقطر اللتين توسطتا مع الولايات المتحدة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني، كثفتا جهودهما لكسر الجمود، ووصل وفد من حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة لمناقشة وقف إطلاق النار.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وافقت حماس على إطلاق سراح ثلاثة أسرى آخرين يوم السبت المقبل، لكنها قالت هذا الأسبوع إنها علقت عملية التسليم بسبب ما ذكرت أنها انتهاكات إسرائيلية لبنود الاتفاق.
وردّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ذلك بالقول إن حماس يجب أن تطلق سراح جميع الأسرى الذين لا تزال تحتجزهم بحلول ظهر السبت، وإلا سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار و”سيدع أبواب الجحيم تنفتح على مصراعيها”.
كاتس يهدّد “بحرب جديدة” في غزة
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهدنة استهدفت الإفراج السريع عن الأسرى الذين يعيشون ظروف احتجاز قاسية في غزة.
وأضاف في تصريحات في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب: “إذا أوقفت حماس إطلاق سراح الأسرى فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار وستندلع حرب”، مضيفًا أن “حرب غزة الجديدة” ستكون مختلفة من حيث شدتها تمامًا و”ستسمح بتحقيق رؤية ترمب لغزة”.
وفي بيان، قال حازم قاسم المتحدث باسم حماس إن الحركة “لن تقبل بلغة التهديدات الأميركية والإسرائيلية… (هناك) اتصالات تجري مع الدول الوسيطة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”.
وهدّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء بأن إسرائيل ستستأنف “القتال بشدة” إذا لم تلتزم حماس بالموعد المحدد، لكنه لم يذكر عدد الأسرى الذين يجب إطلاق سراحهم.
وقال نتنياهو إنه أعطى أوامر للجيش بحشد قوات داخل غزة وفي محيطها، وأعلن الجيش بعد ذلك بوقت قصير أنه ينشر قوات إضافية في جنوب إسرائيل بما في ذلك عبر استدعاء جنود احتياط.
واليوم الأربعاء، كشف البيت الأبيض أن ترمب طلب من العاهل الأردني الملك عبد الله أثناء الاجتماع معه في البيت الأبيض أمس الثلاثاء أن يتأكد من أن حماس تدرك “خطورة الوضع” إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى بحلول يوم السبت.
“مصير الأسرى مرتبط بنتنياهو”
ويهدّد هذا المأزق بتأجج الصراع الذي دمر غزة وأدّى إلى نزوح معظم سكان القطاع وإلى نقص الغذاء والمياه النظيفة والمأوى، ودفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية أوسع نطاقًا.
وعبر سكان من غزة عن قلقهم من احتمال انهيار وقف إطلاق النار وحثوا على الاتفاق على تمديده.
وحذّر الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تحتجز إسرائيليين من أن مصير الأسرى مرتبط بتصرفات نتنياهو.
وعلى تطبيق تلغرام، قال المتحدث باسم الحركة: “الحل الوحيد لاسترداد الأسرى وعودة الاستقرار لا يتم إلا عبر صفقة التبادل” للرهائن والسجناء.
وفي بادرة أخرى على الغضب العربي إزاء رؤية ترمب لغزة، قال مصدران أمنيان مصريان إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لن يتوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات إذا تضمنت قائمة أولويات المحادثات خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين. ولم يتم الإعلان عن موعد الزيارة، ولم تعلق الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية عليها.