من المتوقع أن يوقع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على أمر تنفيذي يقضي بتسريح الجنود المتحولين جنسيا في الجيش وذلك في وقت مبكر من ولايته الجديدة.
وذكرت تقارير أن الرئيس المنتخب يستعد لإصدار أمر تنفيذي بهذا الصدد بعد تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025، وهو ما من شأنه أن يحظر فعليا خدمة الأشخاص المتحولين جنسيا في الجيش ويؤدي للاستغناء عن الآلاف منهم.
وكان ترامب، في ولايته الأولى قد أعلن أن الولايات المتحدة لن “تقبل أو تسمح” بعد الآن للأشخاص المتحولين جنسيا بالخدمة في الجيش، مشيرا إلى “التكاليف الطبية الهائلة والاضطرابات”، كما كتب في عام 2017، ودخل ذلك الحظر حيز التنفيذ في عام 2019.
وذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن ترامب قد يوقع في وقت مبكر من أول يوم له في البيت الأبيض، على ذلك مما قد يجبر 15 ألف شخص على ترك مناصبهم.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أليستير داوبر من واشنطن- أنه سيتم بموجب هذا الأمر التنفيذي تسريح المتحولين جنسيا على أنهم غير لائقين طبيا للخدمة.
وسيؤدي هذا كذلك إلى حظر انضمام المتحولين جنسيا إلى الجيش في المستقبل، وذلك في وقت لم تستطع فيه جميع فروع القوات المسلحة الأميركية تقريبا تلبية أهداف التجنيد المطلوبة.
وقال ترامب (78 عاما) إن بعض الضباط رفيعي المستوى غالبا ما يكونون أكثر اهتماما بالتنوع والمساواة والدمج من التخطيط للقتال، ولذلك يتوقع أن يكون الحظر أوسع نطاقا من أمر مماثل ألغاه الرئيس الحالي جو بايدن، منع ترامب بموجبه الأشخاص المتحولين جنسيا من الانضمام إلى القوات المسلحة، ولكنه ترك من هم في الخدمة في وظائفهم.
وتحول سياسات الخصوصية -حسب البنتاغون- دون قياس عدد الأشخاص المتحولين جنسيا في الخدمة بدقة، ولكنه تم تشخيص حوالي 2200 منهم باضطراب الهوية الجنسية عام 2021، عندما تم رفع حظر ترامب الأول، ويُعتقد أن هناك آلافا آخرين معنيون بهذا الأمر.
أزمة تجنيد أكبر
ولفتت تايمز إلى أن الجمعيات الخيرية العسكرية التي حاربت حظر المتحولين جنسيا أثناء ولاية ترامب الأولى على دراية بخططه لاتخاذ خطوة مماثلة.
ونقلت عن راشيل برانامان، المديرة التنفيذية لمؤسسة تطلق على نفسها “الرابطة العسكرية الحديثة في أميركا”، قولها: “إذا تم تنفيذ حظر المتحولين جنسيا منذ اليوم الأول لإدارة ترامب، فسيؤدي ذلك إلى تقويض استعداد الجيش وخلق أزمة تجنيد أكبر، ناهيك عن الإشارة إلى الضعف أمام أعداء أميركا”.
برانامان: إذا تم تنفيذ حظر المتحولين جنسيا منذ اليوم الأول لإدارة ترامب، فسيؤدي ذلك إلى تقويض استعداد الجيش وخلق أزمة تجنيد كبرى، فضلا عن الإشارة إلى الضعف أمام أعداء أميركا
وأوضحت راشيل برانامان أن “تسريح أكثر من 15 ألف عضو في الخدمة بشكل مفاجئ، خاصة أن أهداف التجنيد العسكرية لم تصل إلى المستوى المطلوب بواقع 41 ألف مجند في العام الماضي، يضيف أعباء إلى وحدات القتال الحربي، ويضر بتماسك الوحدة، ويزيد من تفاقم فجوات المهارات الحرجة، وستكون هناك تكلفة مالية كبيرة، فضلا عن فقدان الخبرة والقيادة”.
وقد انتقد مرشح ترامب بيت هيجسيث (44 عاما) لوزارة للدفاع علنا القيادة “الضعيفة” و”الأنثوية” في الجيش، وأكد أن “القائد الأعلى القادم سيحتاج إلى تنظيف المنزل”، وأشار إلى أن الرعاية الطبية للأفراد المتحولين جنسيا إسراف لا يستطيع البنتاغون تحمله، مضيفا أن التركيز على القضايا التي تؤثر على عدد صغير من الأشخاص في الجيش مثال على “جنون المتحولين جنسيا”.
وقال ضابط صف في القوات الجوية الأميركية، فضل عدم ذكر اسمه، إن “هناك عددا قليلا جدا ممن لديهم مثل خبرتي في مجالي العملي، وسيكون من الصعب استبدال مستوى الخبرة التي أحملها”، وقال باولو باتيستا، وهو محلل متحول جنسيا في البحرية، إن الحظر لن يضع نهاية مبكرة لمسيرته المهنية فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى اضطرابات في جميع أنحاء القوات.
ورفض باتيستا حجة قدمها المعارضون لخدمة الأشخاص المتحولين جنسيا في الجيش، وهي أن البنتاغون عليه تغطية التكاليف المتصاعدة لعلاج اضطراب الهوية الجنسية، وقال إنه “لا يتم إنفاق أي أموال، إنها مجرد رعاية مستمرة. وإن طرد 15 ألفا سيؤثر على الأسطول بأكمله”.